-٣- سُوناتا الرَّقم واحِدٌ وعشرون

6.2K 551 1.2K
                                    

Enjoy

**************

جيمين

رأيتُ نامجون في حالاتٍ كثيرة و لكنني لم أرهُ في هذه الحالة من قبل ، في الأمس كان مُضطرباً جداً بعد إخباري له بموافقتي على عرض الجنرال فتارةً يُلقي بالأوامر و تارةً أُخرى يُخبرني بعدم الذهاب و البقاء الى جانبه

لكن لا تراجع في هذا ، فأنا قد أعطيت الجنرال وعداً صريحاً بأنني لن أعود بِقراري

و اليوم هو يومي الأخير في حانة الموت المُفاجئ فغداً سأصبح رسمياً عازف الجنرال آلبير الخاص

و كأنني تَرَقيتُ في عملي و لكنها ليست ترقية فعلية فأنا كما لو أنني مَشيتُ خطوةً نحو باب الخطر

و لكن العجيب في الأمر هو اختفاء شعوري بالخوف فبين ليلةٍ وضُحاها عايشت الكثير من المشاعر لكن الخوف لم يزُرني

و ذكرني هذا بصديقي رافائيل ففي لِقائنا الأخير سألته عن سبب شجاعته وإقدامه دون ذرة خوف

أخبرني بأن شخصاً مِثله لن يتسنى له تحقيق أي انجازٍ يذكره التاريخ لذا فاليكن شَمعة تُضحي بنفسها لأجل أن تُنير الطريق للأجيال مِن بعده

و قال لي بأن حقدي على النازيين لن يُضر بهم بل سيُفيدهم ، فتفكيري المُستمر بهم سيجعل مِنهم خالدين

فالميتُ سيبقى خالداً في ذاكرة الجميع وإن تم نسيانه ستصبح
روحه تائه

لذا الديكتاتوريين كَهِتلر و مُساعده آلفريد والكثير من أمثالهم قد اختاروا طريقاً يجعل من الجميع يَذكُرُهم  حتى و لو بعد آلاف و مِئات السنين

هُم سيبقون خالدين و نحن سنموت في ذاكرة الجميع

و لكنك يا صديقي أصبحت خالداً الأن فأنت تعيش في ذاكرتي برفقة عائلتي دوماً و لكن أخشى أن بعد موتي سنصبح جميعنا مَنسيين

أيها السيد هتلر الملاك و المُسالم و القوي ، مازلتُ أذكر مَدرستي التي قُمت بتحويلها لسجنٍ يُعذب به كُل من لم يردد شعائر الحزب الاشتراكي النازي

زُملاء دراستي اللذين اعتقلتهم في أعمارٍ صغير و أرسلتهم لذويهم كأشلاءٍ و بقايا

ما زِلتُ أذكر أصوات جنودك و هي تشتم نِساء شعبنا و لم يقتصر الأمر على الكلام بل الأفعال أيضاً

لقد سمحت لأتباعك السَّافلين باغتصاب من يحلو لأعينهم و من يعترض أو يُقاوم عقابه الإعدام

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMWhere stories live. Discover now