-٢٠- السُوناتا التَاسِعة و الخَمسُون

4.8K 440 368
                                    


Enjoy

***********

السابع مِن أبريل عام ١٩٤١

جيمين

الدِين أو الهوية القومية كانتا السَبب الأهَم لبداية أغلب الصراعات و الحروب  بين الشعوب البَسيطة ، سواء حروبٍ باردة أم علنية

أما الحروب السياسية فكان هَدفها الاساسي هو المَصَالح و الضحايا هم الشعب الذي ظن بأن حربهم قائمة ضِد من كانوا يُشابِهوهم بالبساطةِ و الجهل

أي في جميع الأحوال الضحايا هم الشعب لا المناصب

إن كان هتلر هو الحاكم الدكتاتوري في هذا الزمن فهذا لا يعني بأنه الأخير

و حتى لو نجحنا بالتخلص منه فهذا لا يعني بأن الدكتاتورية انتهت .. لأنها فِكرٌ و الفِكر لا يموت بل يتكاثر و يتم تناقله عبر الأجيال حتى يُصبح خالداً في عُقول البَعض

الاجرام و القتل و النهب و الى آخره من الأفعال السيئة هي مبدأ و فِكر بالنسبة لأحدهم و كونها سيئة لا يجعلها منبوذة فمنذ زمنٍ طويل و قبل مئات السنين كان لقب الطاغية يُعدُ مُحترماً و يحتفى به في اليونان ...

أنا أُصنف نفسي سيئاً و جيداً في آنٍ واحد  و هذا بالتحديد ما يجعلني إنساناً طبيعياً

لا أسعى لِلكمال  بل أسعى الى الحيادية في مَشاعري و الحياديةُ في زمني صَعبةٌ للغاية فإما أن تأخذ جانب الغالب أو جانب المغلوب

و لكن في حالي هذه فأنا أحب الغالب و أعمل لمساعدةِ المَغلوب
على أمرهم

البَعض يعتقد بأن الخضوع للأقوى هو الحرية بحد ذاتها ، لأن عدم خضوعهم سوف يُهدد حياتهم للخَطر و بِطريقةٍ ما الحُرية في نَظر العبودية و العبيد هي البقاء على قيد الحياة لأطول وقتٍ مُمكن

من الصعب رَبط الحرية بأي مفهومٍ أخر ، فالحرية مُطلقة و بِلا قيود

في عام ١٩٣٨ قرأت في أحد المقالات في جريدةٍ بولندية مُعارضة للأحزاب النازية أن ليس الفَهم هو فقط ما يُميز الإنسان عن الحيوان بل الفعل الحُر ،  فالطبيعة تَحكم الحيوانات و الحيوانات تُطيع بينما الإنسان يشعُر بأوامر الطَبيعة ذاتها و لكنه يدرك أنه حُرٌ في أن يُعصي أو يُطيع

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMWhere stories live. Discover now