Enjoy******************
الثاني مِن يَناير عام ١٩٤٤
مَانهايم
مانهايم الباردة و المُثلجة و التي ما زالت تَحتفل بحُلول العام الجَديد كانت المكان الذي يَقضي الجنرال أيامه وحيداً
برودة الجو لا تُقاس بِبرودة مَشاعره و الوحيد القَادر على جعل الثلج حول قَلبه يذوب هو مَحبوبه الذي يبعد عنه أميالاً و أميال
شارِداً طوال سَيره و ينظر لأبنية المَدينة و الحواجز العسكرية التي تَم وضعها بين كُل شارِعٍ و أخر
الباب الخَشبي فُتِحَ و ظهرت من خَلفه الضوضاء و الأصوات الصاخبة
و الموسيقى الألمانية الشعبية الصاخبة والتي لطالما ظن الجنرال بأنها مُملة كانت تَصدح في أرجاء الحانة و صَوت الضَحك لا يُحاكي أوضاع الحَرب القائمة في البِلاد
ما يجري في هذه الحانة مُثيرٌ للاشمئزاز و من دخل اليها كان يعقد حاجبيه و يرتدي ملابسه العسكرية و النجوم و أوسمة الشرف عادت
لتزين كَتفيهو جميع من يراه يُلقي التحية بخوف من مَنصبه الذي يَفوق جَميع المُتواجدين
يبدو أكثر جِدية و أكثر قَسوةً مِن السابق لربما أيام بُعده عن مَحبوبه و تَفكيره الشديد و قلقه على حياة من يَسكن قَصره هي ما جعلته على هذا الحال
بدأ عامه الجديد من دون رؤية عازفه و كم كان البُعد قاسياً عليه كما هو على جيمين
و لكنه ابتسم عندما تَخيل ما كان سيفعله مع آنجيلوس لو أنهما قَضيا
هذا اليوم سوياًهُو و مَحبوبه و البيانو في غُرفتهما و لاشيء أخر يُقاطع لحظاتهما مَعاً
و لكنها الأن مُجرد أحلام، إنها أحلامٌ يَصعب تَحقيقها ...
" سيدي هل أُحضر لَك مَشروباً الى طاولتك ؟"
نادلٌ لا على التعين قد تقدم منه راغباً بِخدمة الجنرال لكن النفي هو كُل ما قابله
" لا حاجة لذلك ، سوف أجلس بالقرب من الساقي "
كانت الهَمسات واضحة حول وجود الجنرال في مدينة مانهايم و حول هيئته التي تبعث بالريبة فهو مُقربٌ من الحاكم شَخصياً اذاً لا بُد أنه يُشبهه
YOU ARE READING
آنجِيلوس١٩٤٠ || YM
Fanfictionكُنت على عِلمٍ في البداية بأن خُطاي في هذا الطريق ستقودني لِنهاية مَسدودة و جهودي في صُنعِ حياةٍ خالية من الألم ستذهب هباء الريح لكني حاولت أقلاً و اكتشفت أن الراحة لم تُخلق لأمثالي لذا توقفت عن الكِفاح و قررت الجلوس ساكناً مُنتظراً أجلي آنجيلوس عام...