-٣٠- حانةٌ في مَانهايم

3.8K 423 496
                                    


Enjoy

******************

الثاني مِن يَناير عام ١٩٤٤

مَانهايم

مانهايم الباردة و المُثلجة و التي ما زالت تَحتفل بحُلول العام الجَديد كانت المكان الذي يَقضي الجنرال أيامه وحيداً

برودة الجو لا تُقاس بِبرودة مَشاعره و الوحيد القَادر على جعل الثلج حول قَلبه يذوب هو مَحبوبه الذي يبعد عنه أميالاً و أميال

شارِداً طوال سَيره و ينظر لأبنية المَدينة و الحواجز العسكرية التي تَم وضعها بين كُل شارِعٍ و أخر

الباب الخَشبي فُتِحَ و ظهرت من خَلفه الضوضاء و الأصوات الصاخبة

و الموسيقى الألمانية  الشعبية الصاخبة والتي لطالما ظن الجنرال بأنها مُملة كانت تَصدح في أرجاء الحانة و صَوت الضَحك لا يُحاكي أوضاع الحَرب القائمة في البِلاد

ما يجري في هذه الحانة مُثيرٌ للاشمئزاز و من دخل اليها كان يعقد حاجبيه و يرتدي ملابسه العسكرية و النجوم و أوسمة الشرف عادت
لتزين كَتفيه

و جميع من يراه يُلقي التحية بخوف من مَنصبه الذي يَفوق جَميع المُتواجدين

يبدو أكثر جِدية و أكثر قَسوةً مِن السابق لربما أيام بُعده عن مَحبوبه و تَفكيره الشديد و قلقه على حياة من يَسكن قَصره هي ما جعلته على هذا الحال

بدأ عامه الجديد من دون رؤية عازفه و كم كان البُعد قاسياً عليه كما هو على جيمين

و لكنه ابتسم عندما تَخيل ما كان سيفعله مع آنجيلوس لو أنهما قَضيا
هذا اليوم سوياً 

هُو و مَحبوبه و البيانو في غُرفتهما و لاشيء أخر يُقاطع لحظاتهما مَعاً

و لكنها الأن مُجرد أحلام، إنها أحلامٌ يَصعب تَحقيقها ...

" سيدي هل أُحضر لَك مَشروباً الى طاولتك ؟"

نادلٌ لا على التعين قد تقدم منه راغباً بِخدمة الجنرال لكن النفي هو كُل ما قابله

" لا حاجة لذلك ، سوف أجلس بالقرب من الساقي "

كانت الهَمسات واضحة حول وجود الجنرال في مدينة مانهايم و حول هيئته التي تبعث بالريبة فهو مُقربٌ من الحاكم شَخصياً اذاً لا بُد أنه يُشبهه

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMWhere stories live. Discover now