Enjoy******************
الأول مِن دِيسمبر عام ١٩٤٣
جيمين
ثلوج ديسمبر تُعيد لي ذكريات طفولتي و رائحة الحَطب الذي اعتدت على سرقته مع صديقي رافائيل من التُجار لأجل تَدفِئة عائلتي من برودة أشهر نهاية السنة
كُنت في السادسة عَشر من عُمري و قبل رَحيل رافائيل عن هذه الحياة تشاجرت معه حين كنا نسير في طريق العودة الى المنزل و على ظَهرنا نَحمل كومة من الحَطب
أخبرته بأنني أميل للسلامِ و بأن الكلمات و اللسان أقوى مِن مِئة سيفٍ حاد و أن إراقة الدِماء لا تَستهويني و هو أبدى اعتراضه على هذا الكلام
رافائيل كان واقعياً للغاية و يرى الأمر مِن منظور المُحاربين، لم تكن الحرب قد بدأت بعد لكن أوضاع بولندا كانت في الحضيض و هو تنبأ بحربٍ دامية
سألته حينها إن كان سيشارك بالنِزاع على الأرض الحامية إن حَصلت الحرب فِعلاً فأجابني بأنه سيكون في الصفوف الأولى من أجل الدِفاع عن وطنه و بأنه ضَحيةً و لا بُد من ذلك
أخبرته بأنني سأقف بجانبه في الحرب و أُشارك أيضاً بالدفاع عن الوطن لكنه رَفضَ رفضاً قاطِعاً و قال لي بأن على أحدِنا البقاء على قيد الحياة لأجل رؤية بولندا الجديدة و المُتحررة
و ها أنا يا صديقي أعمل على ذلك و أرغب بتلبية أُمنيتك الأخيرة و أيضاً أنا أرقت الدماء وتَخليت عن السلام ، كُنت مُحقاً فالحرب الشَرسة لا يُلائمها سِوى الرصاص و المَوتى
.
الأن أقف بِقرب صُندوق البَريد مُنتظراً وصول رِسالةٍ من جِنرالي الذي سافر بعيداً و اقتنع بالهروب مع جُهدٍ و عناءٍ كَبير
ثلاثة أسابيع قد انقضت و لازالت أخبارهُ مَعدومة و لا رِسالة منه تُشفي غَليلي و قَلقي الذي يُشتتني عن أعمالي مع آلفريد الذي بات يسأل عن ابنه و لا يَتلقى أي جواب
مُحتَجزٌ هو و الجنون قد بدأ يأكله شيئاً فشيء و لا أشعر بالأسف على حاله مِقدار ذَرة
" سيباستيان هل أرسلت برقيةً الى حَرس الحدود؟ "
تنهد و أومأ لي فهو يُشاركني انتظار أخبار الجنرال و كِلانا يشعر بالقلق
" أنا أتوقع وصول الجواب غَداً و أتمنى بأن يُزيح هذا الهم"
فَرنسا هي المكان الذي هَرب له الجنرال ، ليست أمنة تماماً لكنها تَبقى أفضل من البقاء في ألمانيا
YOU ARE READING
آنجِيلوس١٩٤٠ || YM
Fanfictionكُنت على عِلمٍ في البداية بأن خُطاي في هذا الطريق ستقودني لِنهاية مَسدودة و جهودي في صُنعِ حياةٍ خالية من الألم ستذهب هباء الريح لكني حاولت أقلاً و اكتشفت أن الراحة لم تُخلق لأمثالي لذا توقفت عن الكِفاح و قررت الجلوس ساكناً مُنتظراً أجلي آنجيلوس عام...