-٢٦- مَعزوفة الجَرسْ

4.5K 445 322
                                    


Enjoy

******************

جيمين

واجَهتُ صُعوبة استثنائية و لا مثيل لها في اقناع الجنرال برغباتي و سألت نَفسي إن كان الحُب يجعل الأمور بيننا أكثر عسراً

فَفي كُل مرةٍ أذكر رَغبتي القاتلة بالإنتقام من آلفريد يَخرج لي يونغي بحديثه عن حُبه و حبي و عن التضحيات و الى أخره

و في الحَقيقة أنا سأمت من هَذا الحديث المُتَكرر المُمل لِذا عُدت لكوني عَازِفاً صامتاً يُشارك مفاتيح البِيانو أفكاره و هُمومه

من المُضحك أن بيتهوفن و موتسارت وشوبان و سيرغي يفهمون دَواخلي أكثر مِن حَبيبي ذو الرأس و الشَخصية العَنيدة

يبدو بأن الأموات يُحسِنون فَهمي أكثر من الأحياء.....

..

إن الانقِلابات التي تَحدث مؤخراً في الحِزب تُعطيني بَصيصاً مِن الأمل ، و النازيون بالتأكيد ليسوا سَعيدين بِتَشتت الحِزب بهذه الطَريقة

لكنني أستحق هذه اللحظة ، .. اللحظة التي كافَحت فيها لِلبقاء على قَيد الحياة حتى أشهد لَحظة سُقوطهم واحداً تُلو الأخر

لكن ما سنخرج منه بعد هذه الحرب القاسية لكن يكون جيداً أبداً ، فاليهود لن يصمتون عن حَقهم أو لأكون أكثر صَراحة

هِتلر لم يَقم بِتربية شَعبه على الكراهية بل قام بتربية اليهود على ذلك و جَعل من بَعضهم نُسخةً عنه ، و الشر في داخلهم سيظهر ليس الأن حتماً لكن مُستقبلاً

فَلِكُل فِعل رَدةُ فِعل

أما عني فأنا توقفت عن نسب نفسي لأي أحد و لست تابعاً لأيٍ يكن و ما أعمل لأجله ليس لاسترجاع حق اليهود ، بل لاسترجاع حقوق الانسانية المَسلوبة ...

كان الإستمرار في اندفاعي و تَرَدُدي سيجلب لي ذات النتائج التي اعتدت عليها ، و ما اعتدت عليه هو الحصول على اللا شيء

لِذا لِمَ لا أُجرب الهُدوء هَذه المَرة و لِمَ لا أنتظر و حسب ، لربما الصَبر سَبيلٌ لِلحصول على الجائِزة الكُبرى

و مؤخراً كُنت أفكر بِطريقة انتقامي من آلفريد، رَصاصةٌ في الرأس سَتجعل مِن موته مُريحاً و أنا حَتماً لا أُريد له الراحة بأي شَكلٍ من الأشكال

و لِهذا السَبب تَحديداً ذَكرت الجنرال في تلك الرِسالة، ظَننت بأن اللعب بِعاطفة آلفريد و المَساس بِجانبه الأبوي سيجعل مِنه يُلاقي ذات عَذابي

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن