جا الفرج
************
التاسع مِن اكتوبر عام ١٩٤٣
جيمين
القَدر يالها من كلمةٍ تُثير السخرية ، إن القدر كَلِمةٌ تُرادف الحَرب بقسوتها و كَثرة عَقباتها
و القدر الذي كنت الاحقه لسنواتٍ طويلة آتى لي على أقدامه وحيداً و ضعيفاً
حالة آلفريد التي تَبدو مُتعبة جعلت مني أشعر بالقوة و لطالما تَخيلت اليوم الذي سألقاه به ، ظننت بأن الخوف منه سيتملكني بعد ما فعله بي و بعائلتي
لكن اتضح العَكس فأنا ما زِلتُ قادِراً على مواجهته تماماً مثل اللحظة التي دَفعته بها عن والدتي في تلك الليلة المَشئومة
الجِنرال يُراقب خطواتي عن كَثب و في الوقت الذي يكون فيه خارج المَنزل يقوم باحتجازي داخل غُرفتي و يُقفل الباب مانعاً أي حديثٍ أو احتكاك يحدث بيني و بين والده
انا في الثانية و العشرون من عمري و لم أعد ذلك الشاب المُندفع و المتهور بل بِتُ أكثر هدوءً و أكثر صَبراً و شوقاً لرؤية آلفريد يموت بعد عذابٍ أليم
الغَضب الهادئ و الدَفين الذي وَضعه الموسيقار فيفالدي في جزئية الشتاء مِن مَعزوفته الفصول الأربعة تُشبهني للغاية
البرودة و الحرارة .. النار و الثلج ... الانصهار و التجمد ، جميعا كَلماتٍ مُتناقضة لكنها الأنسب لوصفي حالياً
فأنا الأن أقف بجانب سرير آلفريد و أراقب أنفاسه المُنتظمة و التي تَدل على نومه بِسلام
أنا أنظر له و لا أفعل شيئاً و في يدي سكينٌ رَغبت بغرزها داخل قلبه مِئات المرات ، و لكن هل تُعادل المِئة مرة آلامي على مدى السنين ؟
وجهٌ لم تُغيره السنين و لم تُضاف على ملامحه المُتعجرفة سوى التجاعيد التي زادت مِن قُبحه قُبحاً
لِمَ يتنفس بهدوء؟ لِمَ لا يختنق حتى الموت
أضغط على يدي كاتماً قَهري و مُحاولاً مَنع نفسي عن وضع الوسادة على وجهه و خَنقه
كيف يُمكنني وصف ما أشعر به الأن بالكلمات المُجردة ؟ إن الحَقد الدفين لن ييقى دفيناً الى الأبد بل سيخرج يوماً ما
سوف يخرج على أسوء هَيئة و أثاره الجانبية لن تكون جيدة مُطلقاً
نحن النَفس البشرية التي من المُفترض بأنها نَفسٌ صالحة لكن الأمراض النَفسية مُتأصلة داخلنا و تَنتظر اللحظة المُناسبة لِلتحرر
أنت تقرأ
آنجِيلوس١٩٤٠ || YM
Fanfictionكُنت على عِلمٍ في البداية بأن خُطاي في هذا الطريق ستقودني لِنهاية مَسدودة و جهودي في صُنعِ حياةٍ خالية من الألم ستذهب هباء الريح لكني حاولت أقلاً و اكتشفت أن الراحة لم تُخلق لأمثالي لذا توقفت عن الكِفاح و قررت الجلوس ساكناً مُنتظراً أجلي آنجيلوس عام...