Enjoy***********
جيمينمضت سنة كاملة على هروبي برفقة نامجون من معسكر الإبادة ، سنة و لكنني أشعر و كأنه دَهرٌ مُتعب و قاسي قد جارَ على شبابي مُنهياً إياه
لطالما اعتدت على كُره هذا اليوم مِن كُل عام ، على الرغم من جماليته إلا أنني لم أِحبه أيضاً و لم أتلقى أي هديةٍ فيه حتى
و الأن أنا أقف أمام المِرآة مُعدلاً ياقة قَميصي أبيض اللون الواسع الذي اختاره الجنرال لي خصيصاً ، ملابسٌ جعلت مني أبدو نبيلاً
أنا هُنا أنعم بالحياة و لا بُد بأن هُناك شُبانٌ قد فقدوا حياتهم بسبب الجنود الثملين اللذين يحتفلون بالسنة الجديد عبر القتل دون رَحمة
شعرت بالقرف من هذه الحال و تمنيت لو أنني أحرق هذا الحفل بأكمله لشدة حِقدي
مهما حاولت أنا ما زلت أشعر بالاختناق و عدم الانتماء فهذا الكَمُ الهائل مِن المَدعويين ذوي المناصب يُصيبني بالغثيان و لكنني لستُ بقادرٍ على إظهار أي تعبيرٍ مُعادي لهم حِفاظاً على ما تبقى مِن حياتي
أسمع أصوات الأحاديث و تبقت فقط بِضعُ دقائق على بداية الأُمسية لذا حملت نفسي المهمومة و خرجت الى الحديقة الأمامية حيث التَجَمُع
الأنظار تُراقبني و تزيد من توتري و أنظاري أنا تبحث عن الجنرال فهو الوحيد الذي أعرفه ، انتابتني مشاعِرٌ كثيرة و شعرت و كأنني ضِمن غابة الذئاب وحيداً ، ربما خلاصي الوحيد من هذا الشعور هو وجود يونغي بجانبي على الرغم من أنه أحد هذه الذئاب
صعدت الى الخشبة المُرتفعة حيث تم وضع البيانو الذي اخترته عندما كُنتُ و الجنرال في ذلك المَتجر
أخذت نَفَساً عميقاً و أقنعت ذاتي بأنني عندما أبدأ بالعزف سيتحسن كُل شيء و سأغرق بأفكاري بعيداً عنهم
وضعت أناملي و أول ما خطر لي كانت المعزوفة الثانية و العشرون لشوبان و التي تُدعى أيضاً ' المُوسيقى الهادئة'
لا تُناسب هُدوئي بتاتاً و لكنها تُناسب هدوء انتقامي و حزني الداخلي
و اختناقي هذا ذكرني كثيراً في أيام بولندا حينما كُنت أمشي في الشارع و أشعر بأسلحتهم تتوجه نحو الطلاب مُستعدين لأي تمرد أو أي كلمة تضر بهم
رحيلي عن المنزل لم يكن رحيلاً عادياً ككلِ يوم بل كان دوماً أشبه بالوداع فقد لا أعود و في الحقيقة أنا مُتعجبٌ من نفسي كيف استطعت الصمود طويلاً دون أن يتمرد لساني كالمُعتاد
YOU ARE READING
آنجِيلوس١٩٤٠ || YM
Fanfictionكُنت على عِلمٍ في البداية بأن خُطاي في هذا الطريق ستقودني لِنهاية مَسدودة و جهودي في صُنعِ حياةٍ خالية من الألم ستذهب هباء الريح لكني حاولت أقلاً و اكتشفت أن الراحة لم تُخلق لأمثالي لذا توقفت عن الكِفاح و قررت الجلوس ساكناً مُنتظراً أجلي آنجيلوس عام...