-٢٣- الحَرَكة الأُولى

3.8K 433 283
                                    


Enjoy

***************

الرابع عَشر مِن دِيسمبر عام ١٩٤١

جيمين

نَحن أغبياءٌ وحَمقى إن ظَننا بأن السِجن يكون خَلف القُضبان فَقط ، أو التَعذيب يندرج تحت الأذية الجَسدية

فَمن جَرب العذاب النفسي هانت عليه جميع ضربات السوط و الشَفرات الجارحة

و ماذا عن حَرقة القَلب هل تُنافس ذوبان الجِلد عند الموت حَرقاً؟ أوليس كِلاهما ناراً لا تَخمُد الا بِموت ضَحيتها

ناري كانت و مازالت طويلة الأمد بِبُعد الجنرال عني بل وتزداد لهيباً و ألماً مع مرور الثواني و الدقائق و الساعات و الأيام

و حتى الأسابيع فقد مضى حتى الأن شَهران  على احتجازي داخل مَنزل المزرعة برفقة الجنود و قد مضى شَهراً و أخر على انتظاري له  دون كَللٍ أو مَلل

لكن مع تقدم الأيام أعود لحالتي القَديمة قبل لِقائي به ، أعود لوحدتي و أفكاري السوداء و الظلام يُحاوطني من جديد

باطِن يدي لم يعد سليماً بل بات جَريحاً أكثر من السابق حَتى و شفاهي تَمزقت لشدة قضمي لها أثناء تَفكيري المُطول

أضربت عن الطعام فلا رَغبة لي بشيء و جَسدي بات حاله سيئاً كما كان قبل سَنة في هامبورغ و النحالة عادت لِتُسيطر على انحناءاتي المعدومة

سَجنه لي في هذا المَكان لم يكن يُزعجني و لا أهتم حَقاً لكن عدم وجوده بجانبي هو ما يجعلني على هذا الحال

ألا يَشتاق لي كما أفعل أنا و ألا يَحن لرائحتي و لَمساتي مِثلي ، ألا أزوره  في الأحلام كُل ليلة كما يَحصل لي ؟

الأحلام تُصبرني على الواقع الأليم فلولاها لَكَانت روحي فارقت جَسدي مُنذ زَمن

عزيزي الجنرال ما حال أيامك و هل عُدت لمُمارسة حياتك اليومية بشكلٍ طبيعي بعد فراقنا ؟ هل اختفى كُل شيءٍ بيننا بالنسبة لك

أنا ارتكبت خطأً عظيماً لكنه يُغتفر اذاً لِمَ لا تَغفر لِمحبوبك و تعود لِذرِاعيه و تنسى كُل ما حَصل

بُعدُك عني يُرهق قَلبان عَاشقان وجدا من بعضهما مَسكناً و مَلجأً فلما لا تُطيب خاطرهما و تجعلهما يلتقيان من جديد

أنا شَاكِرٌ و مُمتنٌ لذكرياتنا السَعيدة التي لا تُفارقني في صَحوتي و تُعطيني الأمل بِلقاءٍ لربما قريب كما أتمنى فأنا لن أستطيع البقاء في هذا المنزل مُحاصراً بالألم أكثر من ذلك

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMWhere stories live. Discover now