Enjoy
***********
جيمين
نهضتُ بفزع عند سماعي لصوت تفجيرٍ قد هز أرجاء القَصر و دوى صوته في كل الغُرف
ليس و كأنني غير مُعتادٍ على هذا ، في بولندا اعتدنا على أصوات انذارات المعارك و أصوات الرصاص والقنابل ، كانت شيئاً يُشكل جُزءً كبيراً مِن يومنا
أصوات الانفجارات لم تتوقف لذا اخترتُ البقاء مُستيقظاً فالنوم هاجَرَ عيناي
خرجت مِن الغُرفة و ذاكرتي السيئة كانت السبب في ضَياعي داخل أروقة القصرِ الكَبيرة
الإضاءة خافتة و بالكاد أستطيع الرؤية ، حتى على السُّلم الطويل كُدت أقع عِدة مرات و لكن يدي التي تُمسك بالحاجز الخشبي أنقذتني
و بعد وقتٍ من المشي وحيداً لاحظت باب خُروجٍ يقع الى جانب غُرفة المعيشة و لم يكن يُشبه الباب الذي عبرنا مِنه صباحاً
تقدمت و قادني فُضُولي لمعرفة ما يوجد خلف هذا الباب ذو التصميم الغريب و المليء بالزخرفة الذهبية
ما إن فتحته حتى شعرت بنسيم الهواء البارد يضرب وجهي و صوت طبيعةٍ صامتة
لابُد و أنها الحديقة الخلفية ، كانت جميلة للغاية و تنافس جمال هذا القصر بأكمله
و لكن ما جذبني لم يكن سوى بُحيرة ماء صغيرة للغاية و محاطةٌ بأعشابٍ خضراء
ليلة باردة و لكن النجوم واضحة فيها و ضوء القمر ينعكس على ماء البحيرة
اقتربت منها و تقرفصت أنظر لهيئتي المُشوشة داخلها و من ثم أغمضت عيناي مُستمتعاً بهذه اللحظة
أعادتني ذاكرتي الى ذلك اليوم الذي هربت فيه مِن مدرستي برفقة رافائيل في عام ١٩٣٧
آنذاك كانت الحرب لم تبدأ بعد و لكن سياسة هتلر كانت تؤثر على قرارات دولتنا الضعيفة
جلستُ و رافائيل على تلةٍ تُطل على مدينتنا الصغيرة ، تحدثنا عن أحلامنا التي لن نُحققها أبداً و على الرُغم من معرفتنا بذلك الا أننا سمحنا لخيالنا بأن يتخطى الحدود
تخيلت لو أنني عازِفٌ في أكبر دُور الأوبرا و أقود أوركستراتٍ عالمية .
كانت لدي الكثير من الأحلام و لكنها تبقى و همٌ و محض هُراءٍ نِسبةً لواقعي الذي قادني لهذا القصر و هذا الجنرال
YOU ARE READING
آنجِيلوس١٩٤٠ || YM
Fanfictionكُنت على عِلمٍ في البداية بأن خُطاي في هذا الطريق ستقودني لِنهاية مَسدودة و جهودي في صُنعِ حياةٍ خالية من الألم ستذهب هباء الريح لكني حاولت أقلاً و اكتشفت أن الراحة لم تُخلق لأمثالي لذا توقفت عن الكِفاح و قررت الجلوس ساكناً مُنتظراً أجلي آنجيلوس عام...