-٥- سيمفونية ضَرباتُ القَدر

5.3K 532 972
                                    

Enjoy

***********

جيمين

نهضتُ بفزع عند سماعي لصوت تفجيرٍ قد هز أرجاء القَصر و دوى صوته في كل الغُرف

ليس و كأنني غير مُعتادٍ على هذا ، في بولندا اعتدنا على أصوات انذارات المعارك و أصوات الرصاص والقنابل ، كانت شيئاً يُشكل جُزءً كبيراً مِن يومنا

أصوات الانفجارات لم تتوقف لذا اخترتُ البقاء مُستيقظاً فالنوم هاجَرَ عيناي

خرجت مِن الغُرفة و ذاكرتي السيئة كانت السبب في ضَياعي داخل أروقة القصرِ الكَبيرة

الإضاءة خافتة و بالكاد أستطيع الرؤية ، حتى على السُّلم الطويل كُدت أقع عِدة مرات و لكن يدي التي تُمسك بالحاجز الخشبي أنقذتني

و بعد وقتٍ من المشي وحيداً لاحظت باب خُروجٍ يقع الى جانب غُرفة المعيشة و لم يكن يُشبه الباب الذي عبرنا مِنه صباحاً

تقدمت و قادني فُضُولي لمعرفة ما يوجد خلف هذا الباب ذو التصميم الغريب و المليء بالزخرفة الذهبية

ما إن فتحته حتى شعرت بنسيم الهواء البارد يضرب وجهي و صوت طبيعةٍ صامتة

لابُد و أنها الحديقة الخلفية ، كانت جميلة للغاية و تنافس جمال هذا القصر بأكمله

و لكن ما جذبني لم يكن سوى بُحيرة ماء صغيرة للغاية و محاطةٌ بأعشابٍ خضراء

ليلة باردة و لكن النجوم واضحة فيها و ضوء القمر ينعكس على ماء البحيرة

اقتربت منها و تقرفصت أنظر لهيئتي المُشوشة داخلها و من ثم أغمضت عيناي مُستمتعاً بهذه اللحظة

أعادتني ذاكرتي الى ذلك اليوم الذي هربت فيه مِن مدرستي برفقة رافائيل في عام ١٩٣٧

آنذاك كانت الحرب لم تبدأ بعد و لكن سياسة هتلر كانت تؤثر على قرارات دولتنا الضعيفة

جلستُ و رافائيل على تلةٍ تُطل على مدينتنا الصغيرة ، تحدثنا عن أحلامنا التي لن نُحققها أبداً و على الرُغم من معرفتنا بذلك الا أننا سمحنا لخيالنا بأن يتخطى الحدود

تخيلت لو أنني عازِفٌ في أكبر دُور الأوبرا و أقود أوركستراتٍ عالمية .

كانت لدي الكثير من الأحلام و لكنها تبقى و همٌ و محض هُراءٍ نِسبةً لواقعي الذي قادني لهذا القصر و هذا الجنرال

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMWhere stories live. Discover now