-١١- مَعزُوفة أُوبِرالية

5.2K 510 992
                                    


Enjoy
**********

الحادي عشر مِن الشهر الأول عام ١٩٤١

جيمين

إن كان المُستقبل مَحكومٌ باللحظات و القرارات ، اذاً مُستقلبي ليس مُشرقاً بل سيكون في نهاية المطاف مأساويٌ لا محالة

لكن قبل نهايتي أرغب بتوجيه رسالةٍ الى آلفريد و الى هِتلر اللذان جعلا مني أُعايش لحظات الخوف هذه

اللعنة عليكما سيداي المُحترمان

اللعنة على اللحظة التي قابلتك فيها آلفريد

اللعنة على لساني المُتمرد اللذي أحرقني مِئات المرات

حالتي ذَكرتني بمعزوفة التضحية الموسيقية فأنا حقاً هكذا

أُضحي بنفسي لأجل بِضع معزوفاتٍ مُملة و لا طائل مِنها بعد الأن فماذا لو اعترفت بهذه الحقيقة المُرة ؟ أنا افقد شغفي اتجاه المُوسيقى يوماً تُلو الأخر

كان العَزف خلاصي و أصبح من يُقيدني و يقتادني نحو الجحيم ، أستغل العزف لأجل التجسس يُصيبني الغثيان و يالَ القرف

.

قلبي يقرع طبول خَوفه مِن هذه اللحظة و بسبب ما أنا عازِمٌ على فِعله

أجلس على سريري بينما أشعر بالمرض و رأسي يكاد ينفجر لشدة الألم و الصُداع عدا عن تنفسي الذي أصبح مُزعجاً و مؤلماً لِرئتي

انه مُنتصف الليل و بعد أن أنهيتُ كِتابة رسالةٍ لجونغكوك  استوفيتُ فيها جميع الثرثرة التي سَمِعتُها خلال الأُمسية ، و الأن و بملابسِ نومي الخَفيفة بالإضافة الى القُفازات الحمراء قررتُ بأنهُ الوقت المُناسب للخروجِ حيث تلك الكنيسة و لِقاء ذلك الشاب مِن المرة السابقة الذي سَيُوصل الرِسالة

نحن في بداية الشهر الأول من السنة الجديدة و البرد في الخارج يقسم العِظام لِنصفين،  و على الرغم من ذلك سأخاطر بنفسي و أخرج فهذه فُرصتي الوحيدة حيث الجميع يغط في نومٍ عميق حتى الجنرال

تسللت و مَشيتُ بخطواتٍ بطيئة حتى وصلت الى الحديقة الأمامية التفت الى شُرفة الجنرال أتأكد من عدم مُراقبته لي و اطمأن قلبي حين كانت ستائر غُرفته مُغلقة

خرجت على عجل وحاولت الجري عابراً الشوارع الحجرية التي مررت بها سابقاً و أدعو في قلبي أن أجد الشاب المجهول هُناك في انتظاري

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMWhere stories live. Discover now