-٦- المعزوفَة الثالثة عَشر

4.9K 506 977
                                    

Enjoy
****************

السادس من نوفمبر،  عام ١٩٤٠

جيمين

اسبوعان و بضعة أيامٍ قد مَضت على  مكوثي في قصر الجنرال آلبير كعازفٍ خاصٍ به و كَمُترصدٍ لحركاته و أقواله و أفعاله

خلال هذه الأيام رأيت دخول خَمسة رِجالٍ من الحزب لغُرفة أعماله التي يُمنع أياً كان عدا الجنرال و ضيوفه ذو المناصب العُليا من الدخول اليها

و مِن بين هؤلاء الرجال كان هُناك واحدٌ تَعرفت على وجهه حال رؤيتي له

كان ذو شأنٍ كبير في الدولة و قد زارنا مرةً في مدرستي قبل أن يتم احتلال بولندا بالكامل

أذكر أنه جعل مِن كُل طالبٍ منا يُردد جميع الشعائر و من ينسى أي شعار يُخرجونه من الصف و يعود بعد مُدة بوجهٍ دامي

الوضع لم يكن بِمزحةٍ حينما يتعلق الأمر بالشعائر أو بالديانة المسيحية البروتستانتية تحديداً

لقد أخبرنا بأن مقام السيد هتلر قد تعاطف مع حالنا و أنه يوجه سلاماً حاراً لنا

سلاماً كان مِن خلفه وداعاً فبعد سنة قام بإحراق بولندا عن بِكرة أبيها و استولى عليها ناهباً منازلنا و مُستَعبِداً شبابنا

أيعرف ذو الشارب العفن هتلر السلام حتى ؟ و المُضحك في هذا هو أنه تعاطف مع حالنا الذي كان هو السبب فيه

أو كَما يُقال يقُتلُ الضحية و يُشارك في مراسم تأبينها

الذُعر الذي عايشناه يومياً كان قاسياً أكثر مِن الموت بحد ذاته ،
أذكر أن في يومٍ من الأيام عاد أخي الصغير إيثان من مدرسته سعيداً فسألناه عن السبب

كان طِفلاً جاهلاً بأن أقل كَلمةٍ طائشة تخرج مِن ثغره قد تقودنا جميعنا الى الموت

أخبرنا بأن أُستاذ صفهم المدعو بالسيد هوبيرت قد وزع أوراقاً لجميع الطُلاب و طلب منهم كتابة شيءٍ واحد يحلمون بأن يفعلوه حين  يُصبحون بعمُرٍ أكبر

إيثان كتب بِكُل بساطة انه يريد أن يُصبح رئيس بولندا و يعاقب الجنود خارج مَدرسته لانهم قاموا بضرب الفتاة التي كان هو مُعجبٌ بها

جميعنا تجمدنا بينما هو ينظر لنا بابتسامةٍ بريئة و ينتظر منا الثناء على مجهوده الذي كاد أن يودي بنا الى الهلاك

مُعَلِمو المدارس آنذاك كان بعضهم خسيساً يبيع كرامته لأجل النازيين و بِضعة قُروشٍ جزاء فَسادِهم الذي يتسبب بموت طُلابهم

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMWhere stories live. Discover now