-٤- المَعزوفة الرَّابعة ( اختناق)

5.7K 544 957
                                    

Enjoy
**************

مرور عَامِل القِطار بمقطورتهم و إخباره لهم بوصولهم لمحطة برلين الرئيسية كانت خط النهاية بالنسبة لصمتهما الذي استمر طويلاً برغبةٍ من الأصغر

لم يستطع جيمين إغماض عينيه و لو لثانية واحدة

ليس و كأن المناظر الجميلة جذبته أو ما شابه لا بل الأفكار الخبيثة التي تتأكله مع اقترابهم لبرلين ، في عقله قد تم نسج الكثير من الخطط للهروب و ترك كُل شيءٍ خلفه و اللعنة على الانتقام و نامجون

كان من السهل الإجزام بأن كف يده يطلب العفو و الغفران لقسوة أظافر الشاب التي لم ترحم بشرة باطن يده

لم يُخفى الأمر على الجنرال آلبير أو يونغي الذي قهقه بخفوتٍ على توتره الغير مُبرر

" مابكَ تَبدو كَمُجرمٍ يقتادُونه لإعدَامِه آنجيلوس؟ على مَهلكَ أيها الفتى يداك تكادُ تنزف "

خفَفَ جيمين قَبضة يده بعد سماعه لسُخرية الجِنرال الواضِحة و ألقى عليه بالأكاذيب حتى لا يظنه ضعيفاً
" ليس توتراً بل مُجرد عادة سيئة ورثتها عن والدتي"

جيمين ليس بطلاً خارقاً لا يمتلك مشاعر الخوف ، هو بشريٌ كالباقي يمتلك التناقضات و العيوب

داخله و خارجه مُتعاكسان تماماً ، يُخبر نفسه بأن يصمت عن الاهانة و لكن لسانه يتمرد و يُجيب بِمثلها

.

وجهة نَظر جيمين

رَجلٌ فارع الطولٍ و كبيرٌ في السن على وجهه ابتسامةٌ لطيفة كان بانتظارنا أو بانتظار الجنرال عند مَحطة القطارات

مدَّ يده يرغب بمُصافحتي لأبادله راغباً بالتعريف عن نفسي لكن يونغي سبقني بالتكلم

" هذا آنجيلوس عازفي الخاص من الأن فصاعداً "

" و آنجيلوس هذا السيد سباستيان كبير الخدم "

كان نطقه لهذا اللقب عِوضاً عن اسمي مُحيراً للغاية و لكنني تركت أمر سؤاله الى ما بعد وصولنا

الزي العسكري و السيارات العسكرية كانت في كُل زاويةٍ من شوارع بِرلين على عكس هامبروغ

التمييز بيننا و بين الألمان هُنا أقسى مئاتٍ بل آلاف المرات  ، سَمِعتُ عن هذه المدينة الكثير و عن جمالها و الى آخره

لكن ما أراه الأن ليس كما نسجه عقلي ، أنا لا أرى سِوى الفساد في هذه الطُرقات و لا أشمُ سِوى رائحة الدِماء المُنبعثة في كُل مكان فعلى أي جمالٍ كانوا يتكلمون

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMWhere stories live. Discover now