-١٤- نُدبةٌ قَديمة

5.1K 469 583
                                    

Enjoy
**************

الأول من الشهر الثاني عام ١٩٤١

جيمين

أقف أمام المِرآة و بعد ثلاثة أيام علامات الجنرال مازالت مطبوعةً وظاهرة على جسدي و كأنها حديثة الصُنع

شعرت بأنني لم أعد جيمين النقي بل أصبحت الخطايا تدنسني و شعورٌ بسيط من النَدم راودني خصوصاً و أن الجنرال بات مُختفياً و قلما يأني للقصر تاركاً إياي وحيداً أفكر بفعلتنا و جاعلاً مني أكره لحظات ضعفي الغبية

لا يمكنني لومه فهو لم يُجبرني بل خيرني و أنا الذي اخترت و وافقت على تجامع أجسادنا ..

في لحظتها و أثناء اندفاع جسده داخل جسدي حلقت بعيداً و حققت حُلمي بنسيان كُل شيء

لكن بعد أن انتهيت من التحليق عاد كُل شيءٍ لنصابه و سقطت سَقطةً مدوية على رأسي

و عاد جيمين مكسور الجناحين و زُدتُ مِن حِطامي حطاماً و من ألمي ألماً ..

عدا عن علامات الجنرال كان هُناك شيءٌ واضحٌ في جسدي قد كرهته لوقتٍ طويل

الندبة المُتمددة على خاصرتي ، لم تكن كبير لكنها واضحة و لا بد وأنه لاحظها فعلاماته كانت تكثر هناك بشكلٍ غريب

لكل ندبةٍ قِصة سواء كانت ظاهرة أم لا ، سواء كانت على جسدك أم في قلبك و قصتي مع ندبتي لا تختلف عن قصص من طالت أدوات التعذيب أجسادهم بسبب كلمةٍ أو انتقادٍ خرج من أفواههم بعفوية

كانوا ينتزعون أيَّ روحٍ نقديةٍ قد تتسرب الينا ليطبعوا العقائدية في أذهاننا .

ففي عمر السادسة عشر و قبل انتشار النازية حين كُنت في مدرستي كان هناك طِفلٌ من أصولٍ ألمانية يشاركني مَقعدي

و من حوارٍ الى أخر دار بيننا اكتشفت بأن والداه  يدعمان الحزب النازي و أنا لشدة عفويتي أخبرته بأنني أنتقد أفكار هذا الحزب ، لم ادرك حينها بأنني ارتكبت جريمة فكرية بحقهم

لكن في اليوم التالي و أثناء عودتي للمنزل تم سحبي الى مكانٍ مجهول تلقيت فيه التعذيب بأشنع الطُرق و إذلالي لفظياً على أيادي رجالٍ من الجهاز الأمني الاستخباراتي التابع لهتلر

و لو سألوني عن اسمي في ذلك الحال لكنت أجبت بأنني لا أعلم ، فلشدة تعذيبهم لي فقدت عقلي و بات همي الوحيد هو الخلاص من أيديهم و من هذا العذاب

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMWhere stories live. Discover now