-١٩- مَشهدٌ مِن صُنع شِيكسبير

4.4K 452 524
                                    


Enjoy

**************

جِيمين

عَالمي الصَغير تجمد و أنا أنظر له ، العَينان و الشِفاه ، حاجباه و بشرته و كل ما به يصرخ بأنه شقيقي إيثان الذي لاقى أشد العذاب بسبب اولئك الحُثالة

أقدامي ترتجف و كلي مُنهارٌ ، تقدمت منه و الكلام في فمي يعجز عن الخروج ، ركعت أمامه و نظرت لعيناه التي تُبادلني ذات النظرات

كان مِثلي مصدوماً و يحرك شفتاه لكن حاله البائِسُ كما هي حالي و كلانا لا ننطق، كلانا عاجز و كلانا يشتاق

كم مضى على فِراقنا ؟ ثلاثُ سنواتٍ أم أكثر

أمسكت يداه ووضعت رأسي عليهما بينما اهمس باسمه بتكرار و بعدم تصديق

لكنه كان مُشتاقٌ لرؤية وجهي لذا سحب يداه مني و كوب وجهي و عيناه غارقةٌ بالدموع
" جيميني"

و حال سماعي لِلقبي المُعتاد بصوته الذي لم يتغير و ما زال يمتلك تلك النَبرة الحَنونة

هجمت عليه بعناقٍ قوي و دموعه الساخنة احرقت جلدي و قلبي و أما شهقاته المؤلمة قد جعلتني أشد في عِناقه خوفاً عليه من كل ما يؤذيه

المؤلم بحد ذاته كان واقِعنا المَرير و وصولنا الى هذه الحال من الفراق بعد أن كان مَنزلاً دافِئاً يجمعنا

الأيام تعود لذكرياتي من جديد ، و ذكرياتي الاخيرة في بولندا تُعاد أمام عيناي كمشهدٍ من مسرحيات شكسبير المأساوية التي تَتَكلل بالموت و فِقدان الأحباء

ايثان حاول رفع رأسي و لكنني أبيت و استمريت على حالي مُحاولاً الغرق في رائحة طفلي المسكين الذي لم يرى مِن طفولته سوى المُرُ و العذاب

كُل ما حدث كان أمام ناظري الجِنرال الذي جلس خلفي و سحب جسدي نحوه بينما ينظر لي بتساءلٍ و تعجب و لكن ماللذي سأخبره به

فتاك العزيز على قلبك عَزيزٌ على قلبي كذلك فهو شقيقي و نَحملُ ذات الدماء و الأصول

أم أخبره أن من أوصلنا الى هذا الحال هو والده اللعين آلفريد

" جيمين صغيري ما بك؟ ماللذي يحصل أخبرني "

قال و هو يُبعد شعري الأشقر الذي بات طويلاً عن عيناي، كان قَلِقاً و انا زِدتُ من قلقه حين التفت و أطلت النظر لإيثان الذي كان يرتجف

"هو شقيقي ايثان"

" تايهيونغ؟"

آنجِيلوس١٩٤٠ || YMWhere stories live. Discover now