CH23: فِي مكانٍ آخَر

52 6 9
                                    

.
لا أستطِيع أن أستَسلِم لهذا القَّدر المَحتُوم ولا أستَطيع أن أقَاومُه
.

وصل الملك والملكة في ذلك اليوم
انتظروا بعض الوقت هناك لكن بعد عدة ساعات اشار الجميع لهم بالرحيل للراحة فلا يبدو ان هناك اي جديد سيطرأ على حالة ابنهم في الوقت الحالي ليرضخوا بعد عناء وعناد كبير من والدته
اما عن سيلينا التي لم تبرح مكانها ولو للحظة
تتمسك بالزجاج الفاصل بينهما كأنها تتمسك بروحه المعلقه، تنظر بترقب متمنية استيقاظه في اي لحظه
حاول نايل التحدث معها وليام ايضاً لم تجبهم ولم تتحرك
لا تشعر بما حولها حتى ان والد زين طلب منها الرحيل للراحة عندما لاحظ شحوبها البالغ لكنها امتنعت بأدب

كيف لكل ذلك ان يحدث
هذا كل ما يدور في عقل سيلينا
لماذا يحدث ذلك لهما؟
لماذا تسوء الامور دوماً؟
في كل مره تظن ان كل ما هو سئ ابتعد تستيقظ لتجد انها وقعت في الأسوأ
لم يمضي الكثير على علاقتهم تعلم ذلك جيداً
تعلم ان تلك العلاقه تمتلئ بالكثير والكثير من التحديات والعقبات
لكن قلبها يتألم، تشعر ان انفاسها لم تعد ملكها
كأن جسدها بأكمله يتوقف عن عمله ولن يفعل حتى تراه امامها بخير مجدداً
لعنت كل شئ، نفسها، حبها، غيابه، منصبه وعنادها
ليعود، ليعود لها ولن تهتم بأي شئ عدا ذلك

"سيلينا، ارجوكِ، على الاقل تناولي بعض الطعام، لن تصمدي هكذا"
طلب نايل فنظرت له هذه المره باعين زجاجية
"هل يمكنني الدخول، ارجوك"
"سأحاول مجدداً"
تركها وخرج ليبحث عن الطبيب المسئول
عاد بعد دقائق
لتنظر له بلهفة فأقترب منها همساً
"لديكِ ثلاثة دقائق لا اكثر، لا تقتربي منه والتزمي بالملابس العازله، سيلينا هو في مرحله حرجه يجب ان لا يتعرض لاي فيروس او تسمم في الدم"
استمعت لكل توجيهاته وهي تومئ بقوه
حتي انتهي فتحرك لتتبعه

ساعدتها ممرضه لترتدي ملابس وقايه فوق ملابسها وعلى شعرها وفي قدماها ويداها وغطاء للوجه
دلفت الغرفه لتتجمع كل كلماتها في حلقها
لا تعلم ما يجب قوله ولا ما يجب عليها فعله تحديداً
تحجرت الدموع في عيناها فملأت رئتاها بالهواء
"زين... هذه انا سيلين...تعلم لقد انتظرتك كثيراً، طوال علاقتنا بأكملها انتظرتك وقتاً يزيد عن الوقت الذي قضيناه سوياً...لا يمكنك تركي الآن لن اسمح لك بذلك...طوال الاسابيع الماضية طمأنت نفسي وهونت عدم توديعك لي قبل الرحيل وانا اقول ان الوداع فألٍ شؤم، ارجوك، لا تصعد على متن ذلك القطار ولا تجرؤ على تركي بدونك"

Left Me Yet Z.M Onde histórias criam vida. Descubra agora