Ch8-أشّتَقْتُك

197 13 0
                                    


‏"يوما ما سنجد ما نبحث عنه ، أو ربما لا
‏ربما سنجد شيئًا أكبر بكثير من ذلك"

-----------

رحل زين منذ عده ايام
نتحدث علي الهاتف يومياً قبل ان أخلد للنوم
لقد اشتقت له
و لكن غيابه يجعلني احبه اكثر
الأيام تمر بسلاسه و هدوء روتيني لكنه لا يخلو من الأشتياق

كنت سأخلد للنوم
و لكن هاتفي اهتز معلناً وصول رساله
ألتقطته و اتجهت للفراش
لقد كان اليوم طويلاً ملئ بالعمل لحسن حظي غدا عطله

‏"كيف لي ان أجعل هذا الليل بلا مشقه،ولا حنين مثلما يحدث معي ؟"
كانت تلك رسالته
ابتسمت
"‏أشعر بالعجز عندما تغيب أنتِ نصفِي وأنا لا أكتمِل بدونك."
" لا أريد سوي معانقتك "
"حتى مٌعانقتك بالخيال تٌربك قلبي "
" اشتقت لكي حد اللعنه "
"انا ايضاً ،اتعلم ‏ان العالم يهدأ من خلال رسالة واحدة منّك "
" احبك "
" احبك "
انتهي حديثنا و خلدت للنوم مبتسمه بقلب هادئ




‏عندما تحُب شخصاً ويكون الحظ بخيلاً باللقاءات بينكما،ثق بأن حُبك لهذا الشخص سيكون أعمق من حب شخصين يلتقيان كل يوم، حين نلتقي بمن نحب بقلّة، فإن جنوننا بهم يزيد، نحافظ على القميص الذي التصقت به رائحة من نحب حتى اللقاء القادم، ونتذكر كل كلمة ونفس ونحن بجانبهم وقد نحلم بذلك اللقاء.




في جانب اخر
كان هو يصارع من اجل العوده لها
مسؤلياته لا تترك ملاحقته
والديه ما زالا لا يعرفان عن علاقته بها
فهو يفعل المستحيل لأخفاء الأمر عن اعين جميع من حوله

"اشتقت لك، كيف لأحد ان يسرق قلبي بعد ان كان لا ينبض و كدت اظن انني لن اجد الحب يوماً"
قالها و هو يتأمل صورتها في هاتفه
اتجه لخزانته و اخرج ذلك الشال الذي تعلق به رائحتها
ظل ينظر في الفراغ يفكر لدقائق عده

"جو ، سأعود للندن خلال ساعات ، جهزالطائره "
قالها لأحد مساعديه عبر الهاتف
لن ينتظر اكثر بالرغم من اعماله التي لم تنتهي بعد
هو حتي لا يهتم
----------

استيقظت متأخره
شعرت بيدان تحيط خصري
ألتفت بدهشه و رأيت وجهه
يبدو لطيفاً
نظرت له بصدمه لوهلات
ربما انا احلم نعم ذلك وارد
"زين "
قلتها بتعجب
انه هو بالفعل

عدت لأستلقي بجانبه مره اخري
اتأمل ملامحه و علامات السعاده باديه علي وجهي
اتساءل كيف من الممكن ان اقع له هكذا
كل ما اعرفه انه هنا بجانبي و انني سعيده للغايه
كما لم اكن يوماً
بدأ يستيقظ بهدوء

اقتربت و احتضنته بقوه ففتح عسليتاه مبتسماً
" لقد ظننت انك ستظل هناك لعده ايام اخري؟"
" لم استطع ان اظل بعيداً اكثر "
"جيد"
قلتها و انا ابتسم رافعه احد حاجباي
"جيد؟!"
قالها بتعجب و هو يعتدل
و اكمل
" اذاً لأعود مره اخري انهي ما تركته "
قالها مهدداً بأبتسامه
" اعتقد ان السفر كان مرهقاً لذا يمكنك البقاء اليوم و الرحيل غداً"
قلتها بأبتسامه لأستفزه

"إذاً ليس لدينا الكثير من الوقت هيا بنا "
قهقهت بخفه و انا انهض متجهه للحمام
بدلت ملابسي و فعلت ما يجب علي فعله
خرجنا من المنزل و الجميع ما زالوا نائمين
اتجهنا لمنزله و لكن قبلها تناولنا للأفطار

دخلنا المنزل
سحبني خلفه للحديقه
"إلي أين سنذهب ؟!"
"سترين جميلتي"
قالها مبتسماً تلك الأبتسامه التي تأسرني
بدأنا نمشي بين الأشجار مبتعدين عن المنزل
بعد عده دقائق وصلنا لبحيره صغيره
كانت رائعه و هادئه
كان هناك مكان علي الأرض موضع عليه مفرش و وسائد و الشموع هنا و هناك

" المكان هنا رائع"
قلتها و انا امسك بذراعه اكثر
ابتسم و سحبني لنجلس علي الوسائد
جلست فجلس خلفي ليضعني بين احضانه

تسللت اصابعه ذهاباً وإياباً علي احد ذراعاي
تسارعت نبضات قلبي لا يعلم ما تأثيره علي و اللعنه
حتي لامست اطراف اصابعه ساعتي
وضع اصابعه مشيراً لها
" لطيفه"
" لقد كانت ملكاً لأمي"
" حدثيني عنها "
" حقا؟"
اندهشت
" نعم لم لا "
" لقد كانت عظيمه ، كانت تحب الفن بكل انواعه، اعتدت ان اذهب معها للشاطئ و نرسم سويا"

"متأكد انها كانت اماً عظيمه "
" لقد كانت بالفعل عظيمه ، متأكده انها كانت ستحبك إن قابلتك"
ابتسمت علي تلك الذكريات
"احبك"
قالها و قربني اكثر
اكمل

"يتحرك قلبي من مكانه، نحوكِ قليلًا، عندما تضعين رأسكِ على كتفي. تعصف الرياح حولنا، ويدق المطر على كل شيء، ويدكِ في يدي، أكاد أصدق أنه لو انهار العالم كله، سنخرج منه، أنا وأنتِ فقط، سالمين"
تبادلنا قبله
و استلقينا ننظر للسماء الممتلئه بالنجوم بعيداً عن ضجيج المدينه و انوارها الأصطناعيه
------------

Left Me Yet Z.M حيث تعيش القصص. اكتشف الآن