《1》

1.3K 62 31
                                    






سمِعتْ صُراخها القوّي عالى النبرات من غرفتها تنادي بإسمها بشراسة وبصوتٍ مُزعج وكأزيزٍ بسبب صرير الباب والغرفة كاملة ..

تنهدت بأسي وتركت كتابها الذي كانت تقرأه سابقًا على المنضدةِ بجوار الفراش وأبعدت الوسادة عن حجرها وأزاحت الغطاء جانبًا ونهضت منه بخطىً مُنزعجة ..

تذمرت بحنق لتنحني للأسفل قليلاً وترتدي خفيها الدافئان أسفل جورابها السوداء القطنية لآن الجو في الخارج شديد البرودة وخاصة في الليل .. رفعت يدها تُبعدُ خصلات شعرها الفحمية للخلف بضيق ..

ماذا تُريد مني الآن!؟ .. تسائلت مجددًا بإنزعاج وهي تمشي بكسل ناحية الباب البندقي تمامًا كلون عينيها الواسعة ..

أمسكتُ بمقبض الباب المِسكين لتُديره بقوة ليُصدر بعدها صريرًا عاليًا مُتذمرًا بسبب إخراج غضبها الكامن به ..

"ماذا تُريدين إليندآ؟!"

تحدثت بهدوء قدر المُستطاع وهي تسيرُ ناحية غُرفة المعيشة ونبست بإسمها بوضوح فتلك لا تُحبُ أن يُطلقَ عليها لقبًا آخر كا- أمي أو خالتي أو زوجة أبي حتى ..

فهي في النهاية لا تريد وتتحاشي قدر المُستطاع إعضابها كي لا تقوم بطردها خارج المنزلِ في هذا الوقت من منتصف الليل .. قد تفعلها دون رفة جفن لها حتى ..

خرجتْ إليندآ بدورها من المطبخ تصرخ في وجهها بغضبً بارز على ملامح وجهها شديد البياض والذي تورد بانفعال لدى رؤيتها للآخرى تظهر أمامها ..

"ألم أقل لكِ بأن تغْسِلِ الأطباقَ بعد العشاء .. ألم أفعل!!؟"

ماذا؟؟!

"ولكنني غسلتُها بالفعل!!" أجابت بتأكيد شديد وهي تُحدق في وجهها بحيرة وعدم فهم ..

فهي متأكدةٌ تمامًا من أنها قد قامت بغسلتُها كُلّها وتجفيفها جيدًا ووضعِها أيضًا في الرف المخصص لها ..

"وماهذا إذنْ؟!!" .. أشارت بيدها للمطبخ خلفها بفظاظة لتُشيح ريدآ بنظرها عنها تحدق في يدها الممدودة للداخل لتتقدم بتردد وتُلقي نظرةً متوجسة إلى ما تُشيرُ إليه لتتسع عيناها بعدها بصدمة عارمة ..

"ما-ماهذا" همست بعدم تصديق وهي تُشير بيدها أيضًا لنفس البقعة عندما رأيت الأطباق تملئُ المِغسلة بالكامل ..

ضاقت عيناها بشك تنظر للمغسلة المملوئة بالآواني الخشبية والكؤس الزجاجية .. إنها الأطباقُ التي غسلتها بالفعل وقبل نصفِ ساعة مضت ..

لقد فعلتْ هذا عمدًا لتجعلها تغسل الأطباق في منتصف الليل! ..

ظلت تنظر أمامها بعدم تصديق هي فقط لا تصدقُ ذلك ... لا يمكن أن تكون جادةً في هذا ..

أطرقت رأسها أرضًا حيث إمتلأت عيناها بالدموع الحبيسة لتومئ بهدوء هامسةً بصوتٍ متحشرج .. "آسفة .. سأغسلها الآن" .. إبتلعت بعدها الغصة المؤلمة التي تكونت وإرتفعت لحلقها بقلة حيلة فهي لا يمكنها سوى الإنصياع لها بصمت كي تتجنب ما يمكنه الحدوث إن حاولت التمرد عليها ..

 TARESIC KINGDOM حيث تعيش القصص. اكتشف الآن