《11》

329 28 47
                                    

إبتعد رآيغال عنها آخيرًا مُفسحًا المجال لها لتلتقط أنفاسها المحمومة براحة ..

"ما كان .. هذا الحيوان؟!" .. همست بنبرة ضعيفة وهي تكاد تسقط أرضًا فهذا كثيرٌ للغاية بالنسبة لها أن تُقابل الوحش مجددًا ووحدها ..

ولسببٍ ما شاهدت أذني رآيغال تحمر للغاية قبل أن يلعق طرف شفتيه هامسًا بصوته الأجش .. "إنه .. تنين!" ..

لثانية ظلت تنظر إليه ببلادة قبل أن تتحول تدريجيًا لتصيح بتفاجؤ جعله يمسك بها بحرص .. "تنين! .. هل كان هذا الوحش الضخم تنينًا؟!!" ..

هدئ رآيغال من روعها قائلاً بينما يجلسها على الجذع الرطب .. "ريدآ هل أنتِ بخير؟!" ..

إتسعت حدقتيها البندقية قبل أن تهمس بحدة مفاجئة تنم عن الصدمة المتأخرة .. "هل تركتني وحدى مع تنين مخيف .. ماذا لو كان جائعًا وقرر إلتهامي .. كيف كنت سأتصرف .. أين كنت أنت؟!" ..

تفاجئ رآيغال قليلاً وبدى عليه الإندهاش قبل أن ينفجر ضاحكًا بقوة وهذا ما جعل ريدآ تشعر بالغيظ لتدفعه بعيدًا تتمتم بحنق .. "أجل .. أجل إضحك عاليًا!" ..

جذبها برفق ليُعانق كتفيها وقد حشر جسده ليجلس على الجذع بقربها .. "لا تخافِ عزيزتي لقد أخبرتك بأنه مروض .. بالإضافة الى أنه قد تناول الطعام قبل مجيئه إلى هنا!" ..

إبتسمت بيأس عندما شاهدت ضحكته الجميلة الساحرة لتزيلها فورًا عندما حدق بها لتتخذ موقفًا غاضبًا منه تعقد ذراعيها أسفل صدرها مستعدة للصمت إلى مالانهاية ..

"هل أعجبك؟!" .. تسائل بدفئ وهو يتلمس خصلاتها الفحمية الطويلة ..

أخفضت ذراعيها مجيبة بصوتٍ رقيق حائر .. "أجل إنه جميل بطريقةٍ غريبة .. أين كان كل ذلك الوقت .. أعني أنني لم أره منذ تلك الليلة!" ..

حرك رآيغال رأسه ينظر أمامه لمهية قبل أن يجيب .. "لقد كان برفقتي .. لم يكن يريد التهجم عليك عندما إلتقيته هنا تلك الليلة .. كانت هذه غريزة الحماية لديه!" ..

أومأت برأسها وهي تنظر له بهدوء قبل أن تبتسم بإشراق قائلة بفضول .. "إنه جميل بالرغم من ضخامته ولكنه مخيفٌ أيضًا في نفس الوقت .. أتعلم أن لديه نفس لون عينيك تمامًا ولكنهما أشد قتامة .. وأيضًا هذه الندبة أظن .. أليس الأمر غريبًا!" ..

أكملت حديثها وهي تتلمس الخط العميق من حاجبه الأيسر إمتدادً للأسفل برقة وعلى أطراف أناملها فيما أغمض رآيغال عينيه من الشرارات القوية والتي إنبعثت لجسده فجأة بشكل قوي حميم ..

وفجأة قبض على أصابعها بسرعة جعل شهقة تخرج من حلقها ليُقبل تلك الأصابع ويخفضها ببطئ يحتجزها فوق ساقه ..

"أين ذهب الآن؟!" .. تسائلت مجددًا بينما تحدق حولها ببعض التوتر من أن يكون في الجوار فهي لم تعتد عليه بعد ولايظن بأنه ستفعل قريبًا ...

 TARESIC KINGDOM Where stories live. Discover now