《27》

211 21 131
                                    







كانت ريدآ تسمعُ الكثيرَ من الأصواتِ فوق رأسها أثناء نومها المُتقلب ..

كانت رؤيتها مُظلمة وهي تُحاول الصُراخ لربما يستطيع أحدٌ ما سماعها ..

كانت وكأنها مُكبلة لا تستطيع التحرُك أو التحدث فقط تنظر للظلام بخوف ..

وفي خضم صُراخ تلك الأصوات المُتداخلة سمعت صوتًا غريبًا بدى وكأنه صوت بكاء طفلٍ صغير ..

حاولت تَبين مكان صوت البُكاء وهي تُحدق حولها بأعين متسعة ..

حاولت الصُراخ مجددًا ولكنها لم تستطع فتح فمها أو القيام بأي حركة ..

وهناك في منتصف الظلام كانت ظهرت إضاءة خفيفة بالكاد استطاعت رؤيتها من مركزها هذا ..

وحيث تلك الإضاءة الخفيضة يصدر صوت الطفل الصغير الذي أخذ يبكي بشدة ..

وهنا شعرت بالقليل من الطاقة تعود لجسدها تدريجيًا لتُحرك قدميها وتنهض من فورها تحاول السير ناحيته ..

وكلما اقتربت أكثر ابتعد المسافة بينهما أكثر وأصبحت إلى مالانهاية ..

وفجأة اختفي صوت الطفل وتم إطفاء الضوء وعمت الظُلمة المكان مُجددًا  ..

تحركت ببطئ وإستطاعت الشعور بأطرافها الباردة تتحرك بحيوية  ..

شعرت بجفافٍ في حلقها لتهمس بحلقٍ جاف وصوتٍ مبحوح .. "مياه!" ..

وخلال ثوانٍ شعرت بذراعٍ ما تُمسك بظهرها ترفعها قليلاً وحافة كوب ملاصق لشفتيها ورطوبةٌ بللتهما ..

وعندما شعرت بملمس تلك الأيدي وعرفت لمن تعود ابتعدت بضعف تستلقي على جانبها ترفض الشُرب ..

"حبيبتي!" .. همس رآيغال بصوتٍ متداع وهو يحثها على شُرب الماء برفق ولكنها رفضت واحكمت إغلاق عينيها ترفض النظر إليه ..

سمعت صوت تنفسه المُرتعش وهو يقول بقهر .. "ريدآ أنا أسف .. أنا أستحق الموت!" ..

تدفقت الدموع أسفل جفنيها المطبقين لتحتضن نفسها أكثر غير مبالية بآلام معدتها وقدميها ..

وأخذ جسدها يرتعش بصمت ونشيج بكاءها تسرب من بين شفتيها رغمًا عنها ..

حاول رآيغال مد يده لتهدئتها ولكنه سحبها في النهاية مخافة أن تصرخ وينتهي بها الأمر مغشيًا عليها كما حدث قبل قليل ..

"أخرج!" ..

خرج همسٌ متحشرج من نهاية حلقها وهي تدفن رأسها داخل الوسادة أكثر تكتم تأوهاتها الحارقة ..

ارتعشت شفتاه ليومئ برأسه ويخرج من الغرفة بتخاذُل .. لم يبتعد كثيرًا بل وقف خلف الباب فقط إذعانًا لطلبها .. وأخذ يُرسل السيدة إليزا للإطمئنان عليها بين الحين والآخر  ..

 TARESIC KINGDOM حيث تعيش القصص. اكتشف الآن