《13》

361 31 107
                                    




شهقت عاليًا تفتح حدقتيها البندقية بإتساع حالما شعرت بالإختناق فجأة وبالهواء ينفذ من رئتيها .. دلكت صدرها براحة يدها ببطئ تلتقط أنفاسها اللاهثة تنظر لأشعة الشمس التي تتسلل عبر النافذة الطويلة بجانبها والتي تطل على بيئة خضراء جميلة غير مؤلوفة بالنسبة لها ..

حركت نظراتها تنظر لمُحيطها الجديد ببعض الحيرة تنقلها عبر أركان المنزل الصغير الغريب بالنسبة لها بإستغراب ..

جدران داكنة من خشبٍ عتيق وقديم بعض الشيئ والقليل من اللوحات معلقة في زوياه كالتي أمام بصرها .. مطبخ مفتوح إستاطعت رؤيته من موقعها هذا .. وبابٌ خشبي مغلق على يسار المطبخ ..

ومدخنة مدفونة في الجدار أسفل اللوحة المائية تشتعل هناك بهدوء ..

ولوهلة إنتابها الرعب لتقفز عن الأريكة المريحة تُبعد الغطاء الصوفي عن جسدها .. أخفضت نظراتها حيث قدميها العارية .. وقدمها المصابة ملفوفةٌ بقماشٍ أبيض ..

شعرت بالضيق يعتريها لتتسارع وتيرة أنفاسها بعنف وهي تشاهد ألسنة اللهب في المدخنة تتمايل بهدوء ..

صرخت برعب وهي تبتعد لتلتصق باذراع الأريكة تشاهد النيران بدأت بالإقتراب أكثر لتلتهم السقف فوق المدخنة تمامًا وتبدء بالزحف ناحيتها ..

إستدرات فجأة لتضرب خصرها بالأريكة .. ركضت بعشوائية تبحث عن مخرج لها وهي تكاد تسقط تحاول إلتقاط أنفاسها المسلوبة وهي تشعر بالجدران تطبق فوق صدرها تضغط على أنفاسها ..

فتحت الباب بجانب النافذة الطويلة لتتنفس الصعداء حالما خرجت من المنزل .. لتندفع تركض عبر الغابة بعشوائية وهي لاتكاد ترى بسبب عبراتها المحتجزة داخل مقلتيها ..

خائفة .. حدقت خلفها لاهثة ليزداد رعبها وهي ترى النار تلحق بها تحرق الغابة بقسوة من حولها ..

صرخت مجددًا برعب لترتطم بشيئ قوي وقبل أن ترتد للخلف تشبثت بها أيدي قوية وصوت قلق صاح بقوة .. "ريدآ حبيبتي .. ما الأمر .. هل أنتِ بخير؟!" ..

تشبثت به أيضًا تجعد ملابسه أسفل أصابعها بينما دفنت رأسها في صدره تنتحب برعب .. "النيران .. حريق .. خائفة!" ..

شدها نحوه ليقوم بإحتضاتها مربتًا على رأسها بهدوء بينما أخذ يتفحص المحيط من حولهم بحذر ..

"تعالِ حبيبتي لاتخافِ!" .. سحبها ببطئ عائدًا بها ناحية المنزل بينما لايزال يحتضنها بقوة .. ربما كانت تهذى أو هذه صدمة متأخرة فهو لم يجد أي بوادر حريق كما قالت ..

حركت ريدآ رأسها نفيًا لتصيح بصوتٍ خافت وهي تتملص من بين يديه .. "لا.. لا أريد العودة .. إن النار تأكل كل شيئ .. سنحترق!" ..

عقد رآيغال حاجبيه ألمًا ليهمس صوب جبينها المتعرق .. "حسنًا لابأس .. لن نعود!" ..

قبل جبينها بقوة قبل أن يسحبها لتجلس على صخرة كبيرة نسبيًا بينما أخذ هو يحتضنها يحاول تهدئتها قدر المُستطاع ..

 TARESIC KINGDOM Where stories live. Discover now