《42》

251 18 118
                                    

نظر رآيغال إلى وجه زوجته الصغيرة إلى جانبه واضعًا مرفقه على الوسادة مع أسناد رأسه على راحة يده بكسل .. كانت تتلألأ كالفراشات المضيئة تحت أشعة الشمس الدافئة التي توسطت الغرفة .. مع وجنتين حمروان بلونٍ كالتوت الشهي وشفاه صغيرة مكتنزة تدعوه لتقبيلها فورًا ..

لم يكن يومًا كسولاً .. كان دائم الإستيقاظ باكرًا لآداء مهامه الملكية سواءًا الورقية منها أو التدريبات المكثفة التي يُشرف عليها .. أما الآن فأصبح كسولاً يستلقي على الفراش يراقب تلك النائمة إلى جانبه بهدوء .. لا يمل أبدًا من النظر إليها ولو بعد مئات القرون ..

لم يرغب اليوم في التحرك أو الذهاب للعمل بل قرر البقاء إلى جانبها أكثر لأنه شعر كما لو أنه قد أهملها كثيرًا في الآونة الأخيرة وهي لم تخبره بذلك بل تفهمت وضعه تمامًا ولم تصدر منها بادرة شكوى ..

كانت أنفاسها الصغيرة تصل إلى وجهه عبر شفتيها المتفرقة كالمعتاد وهو بهذا القرب بحيث أخذ ينظرُ بكثب للشامة الصغيرة أسفل عينها اليسري والتي لا يستطيع المرء رؤيتها إلا عند الإقتراب منها على هذا النحو ..

تنهدت بعبوس كما لو أنها شعرت بتحديقه المستمر بها لترتفع شفتيه في إبتسامة لطيفة ويداعب حاجبيها برفق مزيلاً التجعيد هناك والذي يُعرقل رؤيته لوجهها اللطيف بشكلٍ مباشر ..

خفض نظراته حيث معدتها البارزة قليلاً من نومها الغريب لتتسع ابتسامته الحانية أكثر يتلمس طفله الذي لم يتكوّن بعد بطريقةٍ صحيحة بيدٍ حانية ..

سيكون طفله قويًا مثله تمامًا يستطيع الدفاع عن والدته بضراوة إذا لزم الأمر .. وما يتمناه أكثر هو أن يكون لديه جانب رقيق كوالدته ومٌحبًا .. وسيكون من الجميل أيضًا أن يحظي بلون عينيها البندقية والتي لم يرى أجمل منهما في حياته ..

ابتسم عند خاطره الأخير وشعر بأنه إفتقدها حتى أثناء نومها .. ولذلك قرر إيقاظها فقط كي يملأ شوقه الجارف نحوها ..

أخذت أصابعه تعبث بوجهها اللطيف مستمتعًا بتجعيدة حاجبيها المنزعجة وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة متذمرة من المداعبات المزعجة من حولها التي تحاول تعكير نومها الهانئ ..

أعاد ثوبها الأبيض الذي إنزلق من كتفيها لمكانه بنعومة وزفر بضيق متمتمًا بحنق .. "إنها تنام بجدية!" ..

خرج منها صوت أنين صغير وتململت في نومها العميق وعرّف هو على الفور بأنها تعاني من تنمل في قدميها أصبحت تشعر به مؤخرًا من إزدياد الثقل في معدتها ..

إبتسم برقة وكشف عن ساقيها وأقدامها اللطيفة ليبدأ بتدليكهما بعناية شديدة ما ساعد الدورة الدموية على التدفق بسلاسة وتختفي تجعيدتها وتعود للنوم بهدوء ..

وبعد الكثير من الوقت نهض من الفراش على مضض عندما لم تتحرك ولا عضلة منها تدله على بدء إستيقاظها القريب ليُقرر الذهاب إلى العمل بدلاً من البقاء وانتظار إستيقاظها الذي لا طائل منه ..

 TARESIC KINGDOM Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ