《32》

214 23 108
                                    






ابتسم العم جون بشوق بينما أخذ يُراقب أروقة القصر القديم والذي لم يتغير أبدًا .. لقد نشأ هنا في هذا القصر كوزيرٍ للملك وبعدما وجد موعودته البشرية قرر ترك كل شيئ والبقاء معها ..

أجل لقد ترك منصبه وكل شيئ خلفه وسعي للحصول عليها لتُزين حياته الكئيبة ..

لم يصدق نفسه عندما وجدها .. لقد بحث عنها كثيرًا إلى أن يئس وقرر التوقف محبطًا وبائسًا ..

وفي ذلك اليوم إلتقي بها كانت زهرة جميلة ذات رونق خاص وإبتسامة ساطعة تُزين وجهها الجميل ..

وقد عهد على نفسه عدم السماح لها بالرحيل أبدًا بعدما وجدها أخيرًا سيكون مجنونًا إن فعل ..

وعلى نحوٍ مفاجئ كانت موعودته شرسة وذات كبرياء .. لم تسمح له بالإقترب منها ابدًا .. ظنت بأنه شخص عابث جاء من عائلة مرموقة وهكذا نوع من الأشخاص العبث يجري في دمائهم ..

شكت في نواياه الصادقة الغريبة فقد جاء فقط منذ فترة قصيرة وأبدى اهتمامه الخاص بها .. ولذا نمت الشكوك لديها حول فحوى ذلك الاهتمام ..

لقد تعثر كثيرًا في الحصول عليها ومع ذلك واصل تقدمة رويدًا وبني ثقتها به ببطئ إلى أن استطاع الوصول لقلبها أخيرًا ..

كان سعيدًا جدا بالحصول عليها وعاملها كملكة فعلاً وأبقاها إلى جانبه ..

تنهد بهدوء بينما يُراقب تلك الصغيرة المُلتصقة به حيث جلسوا في قاعة الإستقبال ورفضت ريدآ تركه ولو لثانية بل تشبثت به باكية تُعبرُ عن مقدار فقدانها له ..

ابتسم بحنان بينما يُداعب خصلاتها برفق متسائلاً بمزح .. "هل يُضايقك هذا الأرعن؟!" ..

ضحكت آيلي بعلو على كلمته التي أعجبتها للغاية بينما عبس رآيغال مشيحًا بوجهه بإنزعاج يهمس بشيئٍ ما تحت أنفاسه وخمن العم جون ما قد كان يهمس به من شتيمة ..

نفت ريدآ على الفور قائلة بخفوت وعيناها البُندقية تحدق به "لا!" ومن ثم تزينت شفتاها بإبتسامة ساحرة قبل أن تُشيح بوجهها خجلاً ..

فوجد رآيغال نفسه دون وعي يبتسم بدروه وهي يطوي ذراعاه أسفل صدره مراقبًا إياها بهدوء ..

وبعد ذلك تمت استضافتهم على أتم وجه وأخذوا يتسامرون أثناء شربهم للشاي ..

"لقد حدثتي جون عن المملكة كثيرًا قبل وصولنا!" .. أردفت آيلي وهي تتناول قطعة أخرى من كعك التوت المفضل لديها لتُثير انتباه ريدآ والتي تسائلت على الفور في حيرةٍ من أمرها .. "حدثك؟!" .. وسرعان ما تذكرت بأنه قد أخبرها سابقًا بأن رآيغال يقُرب له قبل أن يتعرفا ...

"أجل صحيح .. عمي جون هل كنت تمكث هنا سابقًا؟!" .. تحدثت ريدآ بصوتٍ فضولي بينما تراقب وجهه الذي اكتسي إبتسامة غامضة ..

 TARESIC KINGDOM Where stories live. Discover now