《7》

466 31 62
                                    







دافئ .. حنون .. قوي .. وآمن ..

هذا هو بالظبط الشعور الذي كانت تشعر به ريدآ وهي بين ذراعين قويتين تضمانها لجسدٍ ضخم يحتويها بحرص وقوة ..

توقفت عن البكاء منذ مدة وفقط ظلت تنظر لنقطةٍ معينة بدهشة وخجل عارم ..

رآيغال! .. إنه يحتضنني .. لقد أنقذني منذ قليل من هجوم الحصان وها هو الآن يحتضنني ..

هل أتحرك وأبعده عني أم أقف مكاني .. لا يبدوا بأنه ينوى تركي والإبتعاد ..

وقد إختارت أن تغمض عينيها لبعض الوقت وشعورٍ دافئ وناعم داهم صدرها بدغدغة خفيفة ولذيذة ..

لقد كان خائفًا وهذا كان واضحًا من تصرفاته وتحرك حدقتيه غير الثابتة وهو يتفحصها بقلق من رأسها لأخمص قدميها .. هل هذا هو شعور من يخاف عليك ويقلق لشأنك ..

إنه رائع متكامل يُشعرك وكأنك محور الكون إن لم تكن كذلك في عينيه ..

ثوانٍ مرت كالقرون قبل أن يبتعد من تلقاء نفسه يمسك ذراعيها بقبضتيه برفق .. لم تأتِها الجرأة أبدًا للنظر إلى وجهه بل أخفضت رأسها فورًا والتورد بادٍ على ملامحها الصغيرة وأخذت تضغط شفتيها معًا بتوتر ..

لا .. لا .. لن إنظر إليه .. يا إلهي هذا محرجٌ للغاية سيظن الآن بأنني فتاةٌ سيئة تدع أي أحد يعانقنها هكذا دون ردعه .. ولكنه .. لكنه كان عناقًا دافئًا وعطوفًا وأشعل بي ذكريات جميلة لعناقٍ مماثل يحتويني بوهجٍ رقيق ..

إمتدت يده الخشنة لترفع ذقنها بعدما أطال النظر لرأسها المنحني بخجل يكادُ يقهق بعلو صوته على تصرفاتها اللطيفة مقارنة بمن عرفهن سابقًا فهناك حيث يعيش لا وجود لتلك الأشكال الناعمة الطرية بل نساء أشداء قويات يستطعن تولى أمرهن بأنفسهن والقضاء على من يقف في طريقهن ...

أما هذه .. هذه التي بين ذراعيه الآن يشك بأن وخزة دبوس صغيرة قد تؤذيها للغاية ..

تلاقت بحاره الجارفة بشعاع البندق التائه خاصتها في نظراتٍ عميقة تجذبهما إلى منطقةٍ محظورة ..

إبتسم ببطئ وقد ظهرت حفرة طويلة العمق في وجنته ليحرك أصابعه على ذقنها هامسًا بخشونة قُرب وجهها .. "هل أنتِ دائمًا هكذا تتصرفين دون تفكير!" .. أنهي حديثه بأخذه لزفيرٍ طويل حملَ معه رائحتها المنعشة لتتغلل من أنفه وصولاً لصدره دون رادع لها بل إحتلت أنفاسه أيضًا وجعلت قلبه يخفق بجنون ..

إزداد تورد وجنتيها وعبست بحزن .. هل قال عنها غبية للتو .. نعم فهي دائمًا ماتتصرف بتهور وعدم تفيكر وتأنى بالفعل ولكن عند سماعها منه شعرت باالمهانة قليلاً ..

أبعدت عينيها عنه بإرتباك لتنظر لما خلف ظهره تتهرب من الإجابة .. وشاهدت آيلي تقف هناك فوق السور جامدة متيبسة مع إتساع حدقتيها بوضوح وتبدوا كأنها قد تجمدت تمامًا والشيئ الوحيد الذي يدل على أنها لا تزال على قيد الحياة هو جفنيها الذان يتحركان بعدم تصديق وحتى يدها التى كانت فوق رأسها كمن وقعت مصيبة فوقه لا تتحرك وبجانبها كان يقف ستيف أيضًا فاغر الفم وحاجب واحد مرتفع دلالةً على الإستغراب والشك! ..

 TARESIC KINGDOM Où les histoires vivent. Découvrez maintenant