《38》

249 27 99
                                    

كانت إيرينا على وشك الموت وقد تأكدت من ذلك حالما رأت عيني رآيغال الباردة والشاحبة عديمة المشاعر تحدق بها ببرود وهو يرفعها من على الأرض ويضغط أصابعه الطويلة حول عنقها بعنف يسحقها وكأنها مجرد حشرة لا فائدة من وجودها ..

ولولا ظهور ريدآ في اللحظة المناسبة لكانت ستودع هذه الحياة ..

لم يكن رآيغال في وعيه لسماع ما كانت تود قوله ولم يكن ليتفاوض معها حول الإبقاء على حياتها .. كان سيمزق رأسها على الفور ويستعد للحرب مع مملكة آرسكا إذ لزم الأمر ودون تردد ..

فكرت بذعر فيما قد أقدمت عليه وقد وجعل رآيغال في هذه الحالة المجنونة وغير المُستقرة ووجدت بأنها لم تقم بفعل أي شيئٍ مؤخرًا ..

وعندما تم سحبها للزنزانة صرخت بجنون تُطالب بتبرير واضح لرميها هنا بهذه الطريقة المهينة وهناك حصلت على إجابتها من أحد الحراس والذي أخبرها بفظاظة بأنها متهمة بمعاونة ابن عمها على ختطاف الأميرة ريدآ ..

شعرت بالذهول ولم تستطع قول أي شيئ بعدها وتركته يسحبها ويُلقيها داخل الزنزانة ..

إستدارت وأمسكت بقضبان الحديد وقضمت شفتيها في حالة ذعر ..

هل قام بفعلها آيفان حقًا؟ ..

لم تتحدث معه منذ فترة وفكرت بأنه قد ترك الفكرة تذهب وتراجع عن قراره ..

لم تكن تعلم بأنه قد أخرجها من الخطة من الأساس وقام بالتصرف لوحده ..

فكرت بغضب بأنه ليس عدلاً بأن يتم رمي إصبع الإتهام نحوها فورًا دون التحقق من الأمر .. فهذه المرة لا دخل لها بأي شيئ .. 

وهي تعرف بأن ابن عمها من الدنائة والحقارة بحيث أنه سيتركها تتعفن هنا دون التدخل ومُساعدتها أو إزاحة التهمة عنها ..

وتعال للتفكير بالأمر .. فقد شعرت بنشوة غريبة فور تدفق الخبر على اذنيها .. لقد اختفت من طريقها أخيرًا وستتخلص منها ..

ومن جهة أخرى سيتم التخلص منها أيضًا وبطريقةٍ شنيعة بحيث ستطلب الرحمة .. ولتلك الفكرة بالذات تداعت نشوتها وحل مكانها الذعر والخوف ..

قضمت أظافرها المطلية وظنت بأنها على وشك الأنهيار .. هل علمت مملكتها بالأمر وهل سيتدخلون في الوقت المناسب لحماية رأسها من التدحرج عن عنقها ..

سرعان ما تملكها اليأس فوالدها ذو شخصية ضعيفة للغاية يتم رميه كقطعة نردٍ بالية تتدحرج حول مرؤسيها ووالدتها ذات سلطة منخفضة ولا تستطيع اخراجها من هذا المأزق ..

وعمها الملك الشجع سيفكر في طريقة لاخراج ابنه أولاً -الملك المستقبلي- وبعدها سيولي القليل من الانتباه لها وسيُفكر إما بإخراجها أو تركها لتتعفن هنا ..

سخرت وابتعدت عن القضبان في يأس وانتظرت ما سيحدث تاليًا ..

منذ البداية كانت تراهن على شيئٍ خاسر .. والآن وهي خلف القضبان تُساق للموت أيقنت من ذلك ..

 TARESIC KINGDOM Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz