《39》

258 23 119
                                    




مسح رآيغال الدماء عن وجهه بمنديل مطرز ومن ثم قام برميه بإهمال فوق الجثة الباردة وأعرب بعدها قائلاً ببرود .. "بإمكانكم أخذه الآن .. لا مانع من ذلك صحيح؟!" ..

إبتسم كريغ في الخلف بطريقة عبثية وأوضح قائلاً وهو يقيم ظهره واضعًا يداه خلف ظهره مع إبقاء عينيه العشبية في تواصل مع الرجال المذعورين في الخلف .. "يمكننا مساعدتهم ووضعه بداخل العربة .. تعلم .. لقد تجزء الآن!" ..

لم ينطق أيٌ من الوزراء بأي كلمة وابتلعوا الإهانة بمرارة خوفًا من فقدان رؤسهم أيضًا وعوضًا عن ذلك تلو الصلاة داخل صدورهم بصمت كي يستطعيوا الخروج من هذه القلعة آمنين ..

كان الأمر مرعبًا حتى بالنسبة لهم .. لقد اعتادوا على غطرسة وسوء معاملة الأمير لهم في يومٍ ما .. والآن لم يعد له وجود ..

"ح- حسنًا سنغادر الآن!" .. لم يُفكر الدوق فيليب في السؤال عن ابنته بعدما رآه للتو وقرر الخروج من هنا بسرعة ومع انه وضع هذه الفكرة في رأسه حال قدومه لهنا أن يراها و يسأل عن احوالها ولكنه تراجع ودفع مرؤسيه للخروج ..

ضحك رآيغال في سخرية وحرك جسده للخروج بعدما ألقي نظرة عابرة نحو والده ذو الملامح الغاضبة ..

"ضع الجُثة في العربة وأرسلها إلى دوقية آرسكا مع رسالة اعتذار صغيرة!" ..

اومئ كريغ بسرور وفهم ما يريده رآيغال على الفور  .. لم يكن يقصدُ رسالة اعتذار سخيفة بخط أنيق مع باقة ورد أسود .. بل قصد رسالة تهديد مباشرة لدوقية آرسكا يخبرهم فيها بأنهم إن أرادوا حربًا فسيحصلون عليها .. وإن أرادوا الحفاظ على رؤسهم فاليصمتوا ويتعهدوا بذلك ..

كان رآيغال من النوع الذي يعتني بشعبه بقبضة من حديد .. لكنه لم يُعطي ذرة واحدة من الرحمة لأعدائه .. لقد كان فارسًا يتمتع بمهارات رائعة في ساحة المعركة ..

وبسبب ذلك لم يكن مهتمًا بأحد ما من قبل .. كان إنطوائيًا وفقط يتدرب على السيف في أوقات التدريب ويحرر تنينه في الليل ..

ولذا من الطبيعي أن تكون ردة فعله عنيفه حيال شخص يهتم به ويخصه في المقام الأول ناهيك من أن يكون هذا الشخص هو موعودته وزوجته ..

حرك بعدها كريغ يده ليأتي الحراس لإنتشال الجثة بسرعة من الغرفة وتنظيف المكان ..

"ذلك الأهوج لا أصدق بأنه قتل أمير آرسكا .. ما الذي اقترفه .. سيهدد آمن مملكتنا من اجل بشرية!" ..

لم يستطع الملك السيطرة على غضبه وصرخ بحدة لتتراجع الخادمات بذعر ويتركن تقديم الشاي ويقفن في الزاوية يرتجفن بوضوح ..

"إهدئ عزيزي .. أرجوك .. أنت تعلم طبع ابنك .. انه قليلاً .. صعب المراس!" .. مع إبتسامة متوترة حاولت الملكة تهدأة زوجها الغاضب والذي إشتعل غضبه أكثر حال سماعه لكلماتها .. "بل أحمق .. لقد هدد للتو آمن مملكة تضم آلاف السكان ومن يدري ما الذي سيحدث تاليًا .. لقد حاولت جاهدًا إبقاء علاقة وطيدة مع المماليك المجاورة ليأتي هو ويفسد كل شيئ!" ..

 TARESIC KINGDOM حيث تعيش القصص. اكتشف الآن