《10》

354 25 73
                                    


ظل الجميع يحدق في ما حدث بصدمة عارمة وأخذوا يتهامسون فيما بينهم بفضول وأعينهم ترشق ريدآ خفية .. بينما تقدم ستيف ورجلٌ آخر يمسكان بآرني الغاضب بأنفه النازفة والذي أخذ يشتم ويتوعد له بالموت ويحاول التملص منهما كي يندفع ناحية رآيغال مجددًا ..

"تعالِ معي!" .. همس رآيغال بخشونة وهو يسحب خلفه ريدآ شاحبة الوجه و متسعة العينين ..

كانت الأرض تميد بها والأشجار أصبحت تتحرك بسرعة .. كانت وكأنها على وشك الإغماء في أية لحظة ..

تعثرت مرارًا وحاولت التوازن كي لا ينتهي بها الأمر تعانق الأرض الرطبة .. شعر بها رآيغال ليستدير ناحيتها بخشونة لكن ليس ليسير بمحاذاتها بل ليمسك بخصرها يرفعها عن مستوى الأرض ويُكمل سيره الغاضب ..

وعندما تأكد من خلو المكان من المتربصين ترك خصرها ليسندها خلف شجرة البلوط الضخمة فيما تشبثت بها ريدآ بأظافرها تحدق به بخوف ..

إبتعد عنها بخطواتٍ واسعة يخلل رأسه بأصابعه ولاتزال قسامته غاضبة تهدد بالإنفجار .. ذلك الوغد لم يكن يريد ضربه .. ولكنه كان يستحقها في كل الاحوال ..

أخذت ريدآ تحرك رأسها بخفة كي تبعد بوادئ الدوار عن رأسها بينما أخذت أنفها تستنشق التراب الرطب والأشجار المبللة لتهدئة غثيانها ..

هذا جنون .. هذا الرجل حقًا مجنون ..

ولثانية ذعرت عندما وجدته يقف هناك غاضبًا وشفتاه تتحركان بسرعة وكأنه يهمس بشيئٍ ما غاضب .. في الحقيقة هو كان يهمس بسيلٍ من الشتائم ..

تحركت ريدآ للخلف مذعورة تنوى الهرب فهي لا تزال تتذكر قبلته الهمجية في مكانٍ خال كهذا .. ماذا لو كرر الأمر مجددًا وهنا؟ .. وفي هذه الظلمة ولاينبعث الضوء إلا من القمر المنير في السماء والإضاءة الصفراء الخفيفة من الخيوط المعلقة في الشجيرات ..

أين عساي أختبئ! ..

ذعرت بشدة وأثناء إستدارتها للفرار ضغطت على غصن شجرةٍ يابسة وتحطم فورًا مصدرًا صوت طقطقة خفيضة ... شاهدته يلتفت نحوها بسرعة أجفلتها .. وبنظرةٍ ثاقبةٍ واحدة أدرك ما كانت تنوى فعله ليتقدم منها سريعًا ويدفن جسدها بين ثنايا جسده الضخم معتقلاً خصرها بذراعيه وأخذت أنفه طريقها المعتاد بين خصلاتها الفحمية ..

طرفت بعينيها بسرعة مذهولة من هجومه وحاولت إزاحته منها بعجز ليزمجر في أذنها بصوتٍ خافت بائس .. "توقفِ عن الحركة قليلاً أرجوك .. فأنا على وشك الرجوع إليه وإقتلاع رأسه .. لا أريد ذلك!" ..

تجمدت يديها في الهواء فيما إتسعت عينيها رعبًا .. هل ميوله وحشية لهذه الدرجة ..

إستطاعت بوضوح الشعور بإرتجاف خفيف في جسده لتلين ملامحها قليلاً وبتردد رفعت يديها تضعهما خلف عنقه بخجل وشعورٍ مشابه خالجها لوهلة وهي تحضنه هكذا ..

 TARESIC KINGDOM Where stories live. Discover now