《5》

385 33 54
                                    






"قلت أصمتِ!" ..

هدر بها بعنفوان ولم يشعر بنفسه عندما إمتدت يده ناحيتها بسرعة يضغط على ذراعها بقسوة يطحنها بين قبضته وهو مغمض العينين وطنينٌ معتاد عبر أذنيه جعله غير مدرك لما حوله .. ليُتابع بذات نبرته المختلفة والهمجية .. "أنا لا أخون موعودتي ولو إقتدى الأمر موتِ .. رآيغال لا يخون هل تسمعين .. لا يخون!" ..

أخذت تقاومه بذعر بينما عيناها البندقية لا تتوقف عن ذرف الدموع .. ليس دموع ألم بل خوف وربما كلاهما معًا ولكنها تدرك أمرًا .. بأن هذه الشخص أمامها قد فقد عقله تمامًا .. همست برعب وتكاد لا تشعر بذراعها الرقيقة وسط هجومه البربري .. "أترك يدي من فضلك!" ..

لم يُبدى أي رد فعل على أنه قد سمعها إذ إزادت ملامحه تتقلص بألم فجأة .. وجسده الضخم إرتجف بخفة وأثناء ذلك إقتحم أحدهم المخزن صائحًا بحدة .. "دعها حالاً رآيغال ما الذي تفعله أيها الأهوج!" ..

ولم يكن سوى العم جون والذي أخذ يهرول سريعًا بعدما أخبرته آيلي عن إقتحام رجلٌ ما مخيفٌ وضخم لمخزن المؤن الخاصة بالأحصنة وأخذ يتهجم عليهم وقد أمسك بريدآ ينوى إزهاق روحها دون رحمة ..

تقدم العم جون يتكئ على عصاه ليدفع قبضة رآيغال بعيدًا عن ذراع الآخرى المذعورة ليس وكأنه رجلٌ طاعنٌ في السن ليصيح بصوتٍ حاد غاضب .. "هل جُننت يافتى!" ..

أخذ جسد رآيغال الضخم يرتجف بوضوح بينما وضع كلتا يداه على رأسه لدرجة أراد إقتلاع خصلاته من جذورها هامسًا من بين أسنانه المطبقة بقوة بهسيس متألم غاضب .. "لقد بدأت أفقد السيطرة مجددًا .. أخرجها من هنا فورًا!" ..

زمجر فجأة بقوة وكأنه لم يعد يتحكم بتصرفاته الهوجاء وأخذ يتراجع للخلف بتعثر جسده الضخم بينما أخذت ريدآ تتشبث بذراع العم جون بذعر وعيناها لا تُحيد عن هيئته المخيفة ..

"إهدئ قليلاً وحاول إحتوائها ريثما نخرج من هنا .. تمالك نفسك!" .. توتر العم جون بشكلٍ ملحوظ بينما أخذ يفكر في طريقة لإخراجه من هنا دون التسبب بالدمار للقرية فهو يعلم جيدًا ما يعنيه عندما يفقد السيطرة فقد جرب الجميع فقدانه لسيطرته من قبل ومن خلال تجربته يعني هذا الموت بأم عينه ..

سقطت نظراته على ريدآ المرتجفة والملتصقة به لتطرأ على رأسه فكرة مجنونة ولكن ربما ستساعده وربما لا ولا ظير من المحاولة ..

وإن فشلت فلا خيار آخر أمامه سوى إفقاده الوعي عبر ضريه وإلى الآن لا يدرى كيف يسنفذ الخطة الثانية إذا تطرق لها ونفذت الحلول من بين يديه ..

"يا صغيرة سأطلب منك طلبًا صغيرًا أرجوا أن تقومي به .. وسيساعده كثيرًا!" .. همس بخفوت بينما يطالع هيئة أعينها الخائفة وهي تومئ برأسها بتردد بينما تختلس النظرات للوحش الهائج في الخلف ..

 TARESIC KINGDOM Where stories live. Discover now