《43》

233 15 111
                                    





فتحت ريدآ عينيها البندقية فجأة وحدقت في السقف بدهشة في حين ارتفع صدرها وهبط بوتيرة سريعة وكأنها كانت تحبس أنفاسها لفترة طويلة والآن أمكنها التنفس براحة ..

لقد كان الأمر مرعبًا للغاية لأنها شعرت بنفسها وكأنها في تلك الأحلام التي أرادت فيها الصراخ بقوة ولكن صوتها لم يخرج وأخذ جسدها يسقط في الظلام وكان آخر ما رأته في أحلامها هو وجه رآيغال المنكسر والذابل وأعينه الدامعة ..

نهضت بجذعها ومسحت العرق التي تكون على جبينها وهي تُبعد خصلاتها الطويلة عن مرمى رؤيتها بأصابع مرتجفة ..

كانت أصابعها ترتجف بوضوح وأخذت تبتلع ريقها الجاف وشعرت بوخز في أنفها وكأنها على مشارف البكاء ..

فُتح باب الغرفة ودلف رآيغال وهو يمسح وجهه بمنشفة بيضاء وخصلات متدلية على جبينه تقطر منها المياه النظيفة يرتدي ملابسه الكاملة وكانت تفوح منه رائحة الصابون التي إنفجرت في الهواء ووصلت لأنفها ..

شعرت ريدآ بالهلع وهي تُحدق به بشدة وشعرت بشعورٍ غريب لدرجة أنها قفزت وتعثرت داخل غطاء الفراش لتركض وترتمي داخل أحضانه متشبتًا به بشدة ..

"ماذا هل اشتقت لي في نومك؟!" .. تسائل رآيغال بذهول عندما شعر بصدمة ناعمة تضرب صدره وأذرع صغيرة تتشبث بملابسه لتهبط يداه تُحاوطانها بتلقائية ليتفاجئ بسماع صوت شهقاتها الخافتة ورأسها منحني داخل صدره ..

"ما الذي حدث حبيبتي؟ .. هل كل شيئ على ما يرام؟ .. هل تؤلمك معدتك؟!" ...

هبطت أسئلته القلقة بسرعة وهو يتفحص وجهها الصغير بين كفيه في حين توقفت ريدآ عن البكاء ونظرت داخل عينيه الزرقاء العميقة بضياع قبل أن تُخفض نظراتها حيث معدتها البارزة والتي تحوي طفلهما الصغير ...

عادت للنظر لوجهه بتشوش وفغرت شفتيها بذهول تحاول استيعاب ما يحدث ..

هل كانت تحلم طيلة هذا الوقت وأنها لم تفقد طفلها ؟ ..

هل كان كل ذلك حُلم ؟ ..

"ريدآ بدأت أشعرُ بالقلق!" .. أعادها صوته العميق إلى الواقع لتهز رأسها نفيًا وتحدق في وجهه بصمت وهي في حالة فزع شديد ..

كيف حدث هذا ؟ .. لقد بدى الحُلم حقيقيًا لدرجة أنها صدقت بأنها عاشت تلك اللحظات المؤلمة أثناء فقدان طفلها .. لقد شعرت بذارعي المعالج بطريقةٍ حية للغاية وهي تكاد تستشعر ضغطه القوي على معدتها للآن .. والألم النابض الذي رأته على وجه رآيغال في الحلم مناقضٌ تمامًا لوجهه الذي يبتسم لها الآن ..

إبتسم رآيغال برفق وأبعد خصلاتها الفحمية خلف أذنها قائلاً بمزاح .. "لقد ظننتُ بأنك لن تستيقظي لعدة أيامٍ أخرى .. لذلك فقدت الأمل وقررت أخذ حمامًا دافئًا والذهاب للعمل!" ..

 TARESIC KINGDOM Where stories live. Discover now