《16》

283 25 66
                                    

"رآيغال لا يُمكنك قول ذلك عن العم جون .. يجبُ إحترامه!" .. غمغمت ريدآ ببعض التأنيب وهي تحدق في السهول الواسعة أمامها فقد إتخذ رآيغال منعطفًا آخر غير العبور عبر المملكة بالكامل ..

وببطئ حركت ريدآ رأسها خلف جسد رآيغال لترى حراسه يمتطون أحصنتهم متباعدين قليلاً عن مكانهم حيث كانا هما في المقدمة  ..

"إنه معتادٌ على ذلك!" .. ظهرت السخرية في صوته لتعبس الأخرى وتتخذ الصمت جوابًا ..

"هل تعلم مكان تواجدهم؟!"  .. تسائلت مجددًا بفضول عندما شاهدته يأخذ منعطفًا آخر حيث التلال المنحفضة ..

"أجل!" .. أجاب ببساطة وهي يجذب خصرها للخلف قليلاً وثوبها يراقص حذائه الاسود العالي ..

إرتفع حاجباها وبدى على وجهها الذهول .. "وكيف علمت بمكانهم إذن؟!" ..

"حسنًا عندما تم إنقاذك .. رأيتهم يهرعون ناحية القوارب الخشبية عند النهر بأعداد كبيرة .. وسمعت بعد ذلك أنهم ينون الذهاب إلى القُري المجاورة للمكوث!" ..

ضغطت ريدآ على ذراعه تأثرًا وقد دمعت عيناها قليلاً وحاولت قدر الإمكان طمس الدموع المهددة بالخروج ..

إذن لقد إنتهي كل شيئ وتشرد الأهالي هناك ..

وهنا ضغط رآيغال فمه على قمة رأسها قائلاً بخفوت .. "لا تحزني حبيبتي لربما كان هذا خيرًا لهم .. من يعلم!" ..

أومأت برأسها صامتة وقد إنحدرت عيناها حيث كفه التي تمسك باللجام بإحكام ..

"من كانوا أولئك الأشخاص الذين هاجموا قريتنا ولماذا فعلوا ذلك؟!" .. تسائلت بصوتٍ مختنق وهي تكاد تسمع صدى صرخات الجميع في تلك الليلة الكارثية ..

"إنهم أشخاصٌ عديموا القيمة .. لا تقلقِ بعد الآن لن يُمس مِنك شعرة وأنا على قيد الحياة!" ..

إرتسمت إبتسامة ممتنة حقيقية على شفتي الأخرى لتميل برأسها تتكئ على صدره مغمضة العينين والهواء البارد يلفح وجهها بنعومة تحاول تهدئة نفسها كي تستطيع بعدها مواجهة ما سيحدث تاليًا ..

وبعد عدة دقائق من الركض على ظهر الحصان توقفوا أمام النهر الواسع أمامهم ليقفز رآيغال عن ظهر الحصان أولاً ومن ثم يساعد ريدآ على النزول ..

وسرعان ما غطس حذائها الطويل في الوحل وإشتدت الرياح العاتية تحملُ معها رذاذ الماء المالح ..

أبعدت ريدآ غرتها المتطايرو بأناملها تنظر للشيئ الذي يطوف فوق الماء هناك بلونه الداكن لم تستطع تحديد ماهيته من مسافتها لتردف بإستغراب تنظر لوجه رآيغال الذي يستشكف محيطهم بأعينه الحادة ..

"ما الذي يحدث؟!" ..

"من هنا سننطلق .. هل أنتِ مستعدة!" .. أردف رآيغال بإبتسامة صغيرة وسرعان ما إبتعد للخلف وأمسك بردائه الملكي ينزعه من كتفيه أمسكه بيد واايد الأخرى تهم بفك زرارت قميصه الأبيض ..

 TARESIC KINGDOM Where stories live. Discover now