《12》

308 29 75
                                    



"هل تشعرُ بتحسن؟!" .. وضعت ريدآ الوسادة خلف ظهر جون المستلقي على الأريكة بإعياء ووجه شاحب ليهمهم بألم هامسًا وهو يُعيد ظهره للخلف .. "لا .. إن جسدي يتحطم!" ..

"أوه!" .. إنحني حاجبيها بحزن لتغطي جسده بالبطانية الكبيرة وتذهب لوضع المزيد من الحطب في المدخنة وتعود إليه مجددًا تُردف بعطف .. "سأذهب لأعد لك المرق .. ستتحسن بعدها أعدك!" .. إبتسمت برقة لتهرول ناحية المطبخ بسرعة ..

فيما زفر العم جون بيأس فقد سئم التمثيل وأصبح ظهره مسطحًا من كثرة الإستلقاء وأيضًا يشعر بتأنيب الضمير على هذه الصغيرة فهي منذ جاءت إليه بعد رحيل رآيغال وهي تركض هنا وهناك لتُلبي طالباته التي لم يقلها أساسًا  لاعجب بأنها متعبةٌ أيضًا ..

ذلك الوغد عندما يعود سأريه ..

"لا .. لا تتحرك أرجوك!" .. صرخت ريدآ التي خرجت من المطبخ تحمل في يدها وعاء مملوء بالخضروات لتقشيرها تؤنب جون الذي زفر بضيق وعاد للإستلقاء مجددًا يحدق في السقف الداكن بملل ..

"ياصغيرة ليس هناك داعٍ لكل هذا!" .. صاح بتذمر وهو يرمق الأعشاب المغلية الكثيرة على الطاولة التي بقربه ببعض الرعب .. هل سيتجرع كل هذا .. حتمًا سيموت دون تمثيل هذه المرة ..

"ما الذي تقوله عمي جون .. إنك مريض ويجب الإعتناء بك .. وأنا هنا لفعل ذلك!" .. إبتسمت بتهذيب وهي تصلح البطانية مجددًا لتستدير وتحمل وعاء الخضروات وتجلس على الكرسي أمام النافذة المغلقة تهم بتقشيرها ..

"هل سمحت لك إليندآ بالمبيت معي؟!" ..  تسائل يرمق الآخرى بطرف عينيه لتضع البطاطا جانبًا وتحمل الجزر تهم بتقشيره مُجيبة بهدوء .. "أجل لقد سمحت لي .. إنها قلقة عليك وقالت بأن أهتم بك جيدًا!" .. إبتسمت في نهاية حديثها بينما حرك العم جون رأسه بلا تصديق .. تلك المرأة المخادعة هو أكثر من يعلم بنواياها .. من يدري ما الذي تُخطط له ..

"نم قليلاً ريثما ينضج المرق سيستغرق القليل من الوقت! ريثما يُطهي اللحم" .. وصل لمسامعه صوتها الدافئ وهي تتحرك لتعود للمطبخ مجددًا ليمتثل لأمرها يغلق عينيه عله يستنجي النوم أفضل له من إصابته بالجنون من طول تحديقه بالسقف الخاوى! ..

--------

"هل ستقول لنا هذه المرة أين كنت؟!" ..

زفر رآيغال نفسًا عميقًا قبل أن يلتفت للملك ذو الملامح المقتضبة قبل أن يبتسم بتهكم قائلاً .. "لقد كنت أتنزه عند الحدود .. تعلم جولات الإستكشاف مهمة بين الحين والآخر!" ..

تجعد جبين الملك قبل أن يعود بظهره للخلف قائلاً بجمود وهو يكتف أصابعه .. "ومن عينك أنت لنذهب للإستكشاف .. ليست هذه من مهماتك!" ..

أخذ رآيغال يتلاعب بخنجرِ صغير بين أصابعه بعبث مجيبًا .. "لقد أردت فعل ذلك .. وأيضًا كي أتأكد من مكان المجموعات التي قمت بتوزيعها حول الحدود .. فكما تعلم سلامة المملكة من مسؤلياتي!" ..

 TARESIC KINGDOM Where stories live. Discover now