《37》

253 27 103
                                    








كان رآيغال يقف داخل الغرفة الفارغة بوجه شاحب وعينان مغمضتان وعبيرها الناعم يتسلل إلى أنفه مع هبوب الرياح الخفيفة ما دل على أنها كانت هنا قبل دقائق قليلة ..

"أين الحراس؟!" .. خرجت الكلمات ببطئ وتعبير ميت من فمه ليهز كريغ الواقف في الخلف رأسه قائلاً بهدوء .. "يتم البحث عنهم سموك!" ..

كان يتحدث عن الحراس الموكل لهم حماية الأميرة والوقوف أمام باب غرفتها .. وعندما جاؤا إلى هنا لم يجدوا أي أحد يحرس الأبواب ..

ومضت الحرارة البادرة داخل حدقيته الزرقاء مما جعلها داكنة وعديمة الرحمة وتظللت بظلال قاتمة ..

صر على أسنانه وشفتيه ترتجفان
مع همسه القاتل .. "ابحثوا عنها .. وإذا حدث لها أي شيئ .. ستموتون جميعًا!" ..

كان الصوت مُنحفضًا مخيفًا قاسيًا وقوي على نحوٍ مرعب وكان هناك ضغطٌ هائل في كلماته ..

أومئ كريغ مجددًا وأبدى تفهمه لحالة رآيغال الآن لذا سارع في الخروج والبحث حول الأمر .. فالوقت يُداهمهم ...

وبعد قليل من الوقت عاد كريغ وهو يدفع امامه الحارسان بخشونة ليقفا أمام رآيغال بوجوه شاحبة وجذوع منحنية بعمق ..

"سموك نحن نعتذر .. لم نستطع حماية الأميرة .. نستحق الموت!" .. أردف أحدهما وهو يجلس على الأرض ورفع سيفًا بأيدي ممدودة ناحية رآيغال ..

"تحدث!" .. زمجر كريغ في وجهيهما بقسوة وهو يري ملامح الأمير تتغير باستمرار وكأنه سيرتكب مزجرة ما ..

"لقد كنا نحرس الباب كما العادة .. وشعرنا بالغرابة حين جاء أمير مملكة آرسكا إلينا قائلاً بأنه وجد جثة في القبو تعود لأحد فرساننا .. لم نتمكن من التفكير جيدًا وهو يدفعنا للذهاب ورؤية ما يحدث قائلاً بأنه يشعر بالخوف والقلق ولا يمكنه النوم .. وبصفتنا فرسان تآريسيك فقد تم تعليمنا بأن أولوية الفرسان هي تأمين الحماية الكافية للضيوف القادمين من المماليك الأخرى .. وبعد ذلك اكتشفنا بأنه فخ وقد .. قد تم ضربنا بشيئ قاس جعلنا تفقد الوعي!" ..

تراجع الفارس الأخر ليجثوا بجانب صديقه والخزي بادٍ على وجهيهما ..

في حين تراجع رآيغال وخرج من الغرفة وسار في طول الرواق المؤدي للطابق السفلي وانعكس ظله الضخم عبر الجدار بهيمنة .. بدى مُخيفًا وضوء القمر ينعكس على وجهه الصلب لتبرز الندبة العميقة عند حاجبه بوضوح ..

ركل الباب بقدمه ليصطدم بالجدار بقوة .. تقدم للأمام وتفحص الغرفة الباردة والخاوية والتي على ما يبدوا غادر صاحبها منذ مدة ..

تفحص محيطه بأعين باردة ليبتسم فجأة بغضب ليستدير ويلكم الجدار عدة مرات بقوة ليخرج بعدها بصمت يصفق الباب خلفه بدوى هائل ما جعل رذاذ الغُبار والحصى يتساقط بكثرة من الفجوة التي أحدثها في الجدار ..

 TARESIC KINGDOM Where stories live. Discover now