《3》

404 35 9
                                    










لم تستطع ريدآ إبعاد عينيها عنه أثناء جلوسهم على المائدة .. إذ أنه كان يتناول الطعام بطريقةٍ نبيلةٍ للغاية ما جعل القليل من الحرج يزين وجهها فقد كانت تلتهم الطعام كالتنين الجائع بينما كان هو يمسك بالشوكة بطريقةٍ أنيقة وأيضًا يحتسي المرق بهدوء وليس كما تفعلُ هي وتلطخ زوايا شفتيها به ..

ظلت تنظر ليداه وكيف تستخدم أواني المائدة محاولةً تقليده بتمعن ولم تكن تدرك الأعين الزرقاء التي تطالعها بإبتسامة صغيرة وأعين عميقة ..

"وإذن سيد رآيغال أين كنت تقطن؟!" .. تسائلت إليندآ بهدوء وهي تحتسي من عصير التوت المُعد منزليًا بهدوء بينما رفعت ريدآ رأسها تحدق به أيضًا تنتظر رده ..

تنحنح قليلاً ووضع الشوكة جانبًا قبل أن يمسح شفتيه بمنديل المائدة قائلاً بهدوء .. "لقد جئت من قريةٍ تبعد عدة ساعاتٍ من هنا!" ..

أومأت إليندآ بتفهم بينما لا تزال ريدآ تحدق به بصمت وكان قد إلتقط نظراتها هذه المرة ليبتسم لها ويحني رأسه قليلاً ما جعل الآخرى تخجلُ للغاية تخفض أنظراها لطبقها بإرتباك ..

"تناول هذا الطبق لقد أعددته لك خصيصًا!" .. تمتمت إليندآ بإبتسامة واسعة وهي تقدم له الدجاج المطهو على الحطب والمغطي بصلصة خاصة وكان قد شكرها وبدأ يتناول الطعام ببطئ ..

"هل تجري الأمور معك على نحوٍ جيد أعني هل قمت بتوظيب غرفتك لتشعر بالراحة أكثر؟!" .. تسائلت مجددًا بفضول وهي ترمقه بتمعن ليومئ الآخر برأسه قائلاً وقد أخذ المنديل ونهض عن المائدة .. "أجل أشكرك ياسيدة على هذه الوجبة اللذيذة عن إذنكما!" ..

ألقب نظرة خاطفة لريدآ الهادئة قبل ان ينحني لإليندآ بخفة ويواصل سيره نحو غرفته ..

"ألا تظنين بأنه غريب الأطوار قليلاً؟!" .. تسائلت ريدآ بغرابة بينما تلتهم من طبقها بهدوء لترمقها إليندآ لمهية بشرود قبل أن تقول بتحذير .. "لا تتدخلِ به طالما يدفع لنا المال لا دخل لنا بما يفعل .. لا تفعل أي شيئ أخرق هل تسمعين!" ..

"لقد سمعتك منذ المرة الأولى لم أفعل اي شيئ!" .. تمتمت ريدآ على مضض بينما تحمل طبقها للمطبخ تضعه على المغسلة لتتكئ بجذعها تقلد لهجة إليندآ بحنق .. "لا تفعل شيئ أخرق!" هل تظنني أفتعل المشاكل في هذا المنزل أم هي .. وما الذي يجعلها تحاول إخبارى بألا أقترب منه ليس وكأنني أفعل ذلك وأيضًا من متي وهي بدأت تهتم به للغاية هل لأنه يدفع لها المال أم لشيئٍ آخر ..

"مرحبًا!" .. إنتفضت لذا سماع صوته لترفع رأسها سريعًا تحدق به يقف عند مدخل المطبخ لتقف مستقيمة قائلة بربكة .. "ما الذي تريده؟!" ..

"أريد كأس ماء إذا سمحتِ!" .. عقدت حاجبيها معًا بإستنكار قبل أن تميل برأسها قليلاً بحيرة فالماء كان موجودًا على المائدة بالفعل لما لم يأخذ من الطاولة ..

 TARESIC KINGDOM Where stories live. Discover now