《41》

312 21 130
                                    







لقد تم أخيرًا إلقاء الحجارة جانبًا والآن يمكن للماء أن يتدفق براحة في النهر ..

"لقد تفهمت موفقك منذ البداية .. لقد أردت أن تُظهر نفسك .. وتُبرهن للجميع أنك هنا ولست ظلاً لشقيقك!" ..

لم يُجب الآخر وإنما حدق في المساحة الواسعة امامه بهدوء وقدماه تتدلي من فوق الشجرة التي يجلس عليها ..

فعندما أكثرت ريدآ من إزعاجه بضحكها المستمر فقز فوق شجرة كبيرة وطردها على الفور وقبل ذهابها أخبرته بوجه عابس بأنه يُعاني من -جنون العظمة- ..

تنهدت وواصل تحديقه ببرود والتقطت أذناه صوت بكاء واصوات مُزعجة تصدر من مكانٍ ما ..

ولم يحتح لمعرفة مكان الصوت وأدار وجهه وحدق في إيرينا الباكية وهي تستقل العربة الخاصة تبكي بشدة بينما تحاول الملكة تهدئتها قدر المُستطاع ..

لم تُظهر عيناه المعدنية أية عاطفة وهو يُراقبُ مغادرتها .. 'لقد أخطأت منذ البداية' ..

وسرعان ما جذب انتباهه شيئ آخر صوتٌ خفيض لشيئ تم إطلاقه مع الهواء .. صوتٌ جعل جسده يرتعش لوهلة ..

كان المكتب الكبير يُناسب رآيغال تمامًا .. تم بناء كل شيئٍ على مقاسه ويبدوا أنه يعكس طبيعته الشرسة .. حيث يتكون المكتب من ألوان داكنة وهادئة وباردة في نفس الوقت .. مع نقاط صغيرة من الزخارف الملونة ..

كان رآيغال أطول من مُعظم الرجال وذو عضلاتٍ قوية .. وكان دائمًا يشع بالهالة الخطيرة لحيوانٍ مفترس مما جعل حتى الرجال الأخرين يُفسحون له المجال بشكلٍ غزيزي ..

ولكن اليوم كان مكتبه يشع بالنور الساطع المنعكس من النوافذ المفتوحة والتي ابرزت الزخاريف القليلة الموزعة فوق المكتب المصنوع بإتقان وأبرز تلك النقاط المزخرفة هو الشيئ الصغير الذي يجلس فوق الكرسي الكبير وقد غرق جسدها داخل الخشب الثقيل والمتين والذي صُنع منه الكرسي ..

في حين توهجت بشرتها الخزفية أسفل أشعة الشمس وتتلألأت خصلاتها الفحمية وبرز لون عينيها الشبيه بقدح عسل نقي ..

تدلت خُصلاتها الفحمية فوق جبينها وهي مُستغرقة في التعرف على الحرف الذي واجهها أثناء قرائتها لإحدى الكُتب التي أخذتها لإمضاء وقتها ..

اخذت إحدي الاوراق الفارغة وأغرقت الريشة ذات النهاية المُدببة داخل الحبر لتبدأ بنقش الحرف مع محاولاتها لنُطقه بتعثُر ..

"آه .. هذا صعب!" .. وضعت القلم بحنق ونهضت من كرسيها لتبحث عن كتاب آخر في حين جلس بِيور هناك في الزاوية يهزُ ذيله أثناء مراقبته لها بأعين خضراء هادئة ..

كانت تبحث بحماسة فهي تحب القراءة كثيرًا لاسيما في منزلهم السابق كانت دائمة القراءة حين انتهاءها من اعباء المنزل وتوقف إليندآ عن إزعاحها ... أمسكت بكتابٍ ما كان قد أعجبها وفتحت اولى صفحاته بفضول وتزامنًا مع إمساكها للكتاب سمعت عدة أصوات فوضوية تصدر من خلف الباب وصوت أقدام تركض في الممرات بعشوائية ..

 TARESIC KINGDOM Où les histoires vivent. Découvrez maintenant