《34》

216 21 88
                                    






كان رآيغال على حق .. هناك شخصٌ ما يتلاعب بهم وقد عرفوا ذلك عن طريق الجثة الثانية والتي تم إيجادها في القبو .. تم سحق رأس الرجل حتى الموت وهذا ما جعلهم يدورون حول أنفسهم في حالة فوضي شديدة وجهلٍ لما يحدث ..

فقد تم التعرف على قاتل الفتى -جيمس- عن طريق الخرزة اللامعة المشابهة والتي يرتديها الضحية الآن ..

تم تشيد القصر بالكامل بالحراس المتشددين وتم حظر الدخول أو الخروج من القصر ..

وتم إستجواب جميع من بالقصر من العاملون والخدم أيضًا ..

وخلال اليومين الذي جري فيهما البحث والتحقيق لم ينم أي أحد في القصر خوفًا من أن يكون هو الضحية التالية ..

ولم تستطع ريدآ سوى أن تقلق من التغير المُفاجئ الذي حدث في القصر في الآونة الأخيرة وحينما كانت تسئل يتم معاملتها وكأنها طفلٌ صغير ولا يصلها الجواب اليقين ..

كانت في غرفتها تجلس على الشرفة المدعمة بسورٍ حجري ويدها تداعب بيور الجالس إلى جانبها وعيناها تحدق في الفراغ ..

لم ترى رآيغال منذ يومين كاملين وكان قد أخبرها بألا تقلق .. كيف لا تفعل وهي تستشعر حدوث أمور سيئة من حولها والجميع يتعمد إخفاء الأمر عنها ..

كانت تصلها وجباتها في مواعيدها وتأخذ دواءها بعد كل وجبة بإنتظام .. وكان الخدم يتجنبون التحدث إليها فقط يقومون بالتنظيف من حولها بصمت ومن ثم يخرجون وفي كل مرة تأتي فيها السيدة إليزا للإطمئنان وإخبارها بأن الأمور على ما يرام يزداد خوف ريدآ أكثر ..

تنفست بعمق وارتفعت عيناها تراقب سماء الليل الهادئة كما اعتادت أن تفعل في الآونة الأخيرة ..

ومع إستغراقها في التفكير سمعت صوت خشخشة منخفضة تأتي من الأسفل ..

أخفضت رأسها مع تعبير فضولي على وجهها وحالما راقبت محيطها بالأسفل بعناية شق صوت صرخة بومة سكون الليل .. تراجعت بجسدها محبطة بعدما علمت بأن البومة من تُصدر هذه الضوضاء ..

ومما ما بدى لها بأن البومة قد غادرت بقعتها بسبب صوت رفرفة الأجنحة الذي صدر للتو ..

وفجأة وقف بيور على قدميه وأخذ يزمجر بتهديد خفي بينما يُراقب الأشجار أمامه بحدة ..

لمعت عيناه الخضراء بوضوح في حلكة الليل وأخذ جسده حالة تأهب سريع وإرتفع فرو جسده حال شعوره بالخطر ..

لم تفهم ريدآ ما الذي حدث ووجدت نفسها داخل الغرفة بعدما تم دفعها بواسطة بيور للداخل ..

"ما الأمر؟!" .. همست بقلق وهي تراقب البقعة التي يحدق بها بيور من خلف الزجاج ولم ترى اي شيئ مثير للقلق ..

وضعت يدها على صدرها الذي ينبض بجنون بينما تشق طريقها ببطئ للتراجع وبيور لا يزال يحدق في الأرجاء مع أعين يقظة وحذرة ..

 TARESIC KINGDOM حيث تعيش القصص. اكتشف الآن