١٤

6.4K 364 42
                                    

 نفق الجحيم     

الكاتبه ريناد يوسف

وقف اخيراً عبد الصمد  وشام وقفت هى كمان معاه بعد ماطلعوا عن حدود البلد،ا

وتلفتت شام شمال ويمين وبعدها خدت نفس وهي واعيه أبوها عيمدلها يده، وبيد عتترعش حطت يدها فيده وإتحرك بيها ناحية شريط القطر، وطلعوا الزلط وقعد عبد الصمد فنص شريط القطر وشد شام عشان تقعد هي كمان، وكان الشريط اللي القطر عيعدى فيه في الوكت ديه قاصد وجه بحري، وقعدت شام جاره فنص شريط القطر بالظبط، واتربعت وفضلت تدعي ربها إنه يسامحها ويغفرلها كل ذنوبها والصوت عيترعش رعش من رهبة الموقف، وعبد الصمد مكانش قادر ينطوق، بس طول الوكت عنيه تسرسب في الدموع وباصص لبكرية قلبه اللي الخوف خلاها إتكمشت وبقت كيف القمريه، وفدقايق قعدها وهو باصص عليها عدى قدام منيه شريط حياته كله من يوم مااتولدت شام وشالها اول مره وكبر فودنها وشم ريحتها.. شاف روحه وهو عيناغيها، وشاف لما كبرت هبابه وهو واخدها فكل موطرح يروحه وهو وشايلها فوق كتافه وكانت تلاغي الطير الفايت وتضحك للهوا كيف ماعيقولوا، وكل الناس كانت تشيل وتحط وتحب فيها من حلاتها وخفة دمها وحلاوة لسانها.. وبعد ماكبرت وشاف إنها وارثه كل حاجه منه الطبع والشكل وحب نفس الحاجات اللي عيحبها، إتوكد إنها هي الوحيده اللي دوناً عن بناته اللي صوح ينطبق عليها قولة حته منه.

شدها عليه وخدها فحضنه وضم جسمها اللي عيترعش لجسمه اللي عيترعش اكتر منها لان هو كمان مكانتش حالته تقل عن حالتها سوء.. فضلت شام شويه فحضنه وبعدها بعدت عن حضنه وهي حاسه بصليل في الحديد بتاع شريط القطر وإهتزاز، وديه دليل علي إن القطر جاي وإنه علي مسافه قريبه منهم فقالت لابوها بحروف متقطعه:

خلاص يابوي إطلع إنت من بين القضبان القطر جاي. 

عبد الصمد بص لناحية القطر وحس هو كمان بذبذبات الحديد وبص لشام وفضل يتلفت حواليه كأنه تايه، وبعدها رجع شام لحضنه مره تانيه ومسكها جامد وهو عيقولها:

له مش ههملك هنموتوا سوا.. هروح معاكي ياشام منين ماتروحي مش ههملك  متخافيش. 

ردت عليه شام وهي عتحاول تبعد عنيه وتزيحه باديها التنين بكل قوتها بره قضبان القطر:

إيه اللي عتقوله ديه يابوي! كيف تموت معاي طب وامي واخواتي يعملوا ايه من بعدك وإنت ذنبك ايه تموت طيب؟ 

عبد الصمد رد عليها بألم:

وانتي يعني كان ذنبك ايه يابتي، زي مانتي هتموتي من غير ذنب ياشام.. خليني اقاسمك في المكتوب يابتي. 

نفق الجحيم Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora