٢٣

3.8K 222 7
                                    

رواية نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الثالث والعشرون

خلص كرار كلامه مع شوقيه، وبدال ماكان هيقلع جلابيته ويرتاح شويه ففرشته نزل تحت وراح على ابو دراع وقعد جاره وهو عيرعى غنماته،
وكالعادة سكت متكلمش على امل ان ابو دراع هو اللي يسأله مالك ولو لمره وحده كيف زمان، او حتى يحس بيه ويعرف اللي فيه من غير كلام ويطبطب عليه، لكن للأسف ابو دراع بقي ابعد مايكون عن الاحساس بيه، صوح هو لساه صاحبه وجاره وعيقدمله النصيحه، لكن فنفس الوكت حاسه جلاده اللي واقفله بالكورباج على اقل غلطه ويفضل يجلد فيه لما يخلى روحه تفرفح اكتر ماعتكون مفرفحه من الغلب، وبالذات بعد حادثة شوقيه..
وبعد فترة سكوت اتكلم كرار لحاله كالعادة وبحده سأل أبو دراع:
ماتدبرني ياصاحبي اعمل ايه، الخلق داق والقلب مبقاش متحمل الهم اللي هو فيه.
رد عليه ابو دراع وقاله:
والله الهم مجاش من طريق ونص وجالك، الهم انت اللي جبته لروحك لما ظلمت مخلوقه غلبانه فلاول لا حول ليها ولا قوة،
ومن بعدها رحت جبت وحده مش من توبك ولا توالمك وعماك العشق ولفتك على صباعها الصغير ودهولتك دهوله وسلمتها دقنك وحالك ومالك، ورقبتك حطيتها تحت جزمتها، وفي الاخر لبستك خاذوق طلع من نافوخك، وظلمت روحك في كل مره قهرت البريئه ورميتها بتهمه زور وطعنت فعرضها وشرفها وحرمتها من اهلها وحرمتهم منها، وربنا جازاك باللي إنت فيه ديه دلوك، وياريتك اعتبرت من اللي جرالك، الا له ظلمك وطغيانك واصل لعيله صغيره موريها الويل وكاسر نفسها من يوم ماخلقت عالدنيا، وكل ديه ومعاوزش ربنا يوجع قلبك؟
له دانت يتوجع قلبك ويتوجع بدنك وكل شي فيك، واديك عتدوق من كاس المرار اللي دوقته للناس،شوف دلوك آني فبيتك ايه ومخليها على ذمتك من بعد مااتوكدت من نجاستها، شوف عتعمل فيك ايه وهي العايبه وانت الحق معاك، بالظبط زي ماعملت فشام عيتعمل فيك، ولسه ياكرار ربك عادل ومعيفوتش مثقال ذره وعذابك لساه مطول وكبير.
خلص كلامه وقام يهش غنماته لمكان تاني ياكلوا فيه، وهمل كرار يفرفط من الغلب والقهر والحزن المغلي اللي ساقط فيه لشوشته وملاقيلوش منيه منفس، وغير دول ودول مقادرشي يعمل اي شي نفسه فيه من خوفة يخسر نفسه وكل حاجه، وأولهم شام اللي بقى يتمناها حتى فأحلامه ومطايلهاش، وكل مايتفكر كلام امه اللي قالتهوله وتحذيرها ليه، والفرصه اللي ضيعها من يده يوبقى هاين عليه يضروب روحه بالبولغه اللي فرجله.
❈-❈-❈

أما شوقيه فبعد مانزل كرار قعدت علي السرير وبصت بعيد وهي مغمومه من الحال اللي وصلتله مع كرار، واللي صوح هي فيه اللي سايده الموقف وكل شي فيدها، لكنها خسرت محبة كرار ليها واحترامه وتقديره، وطلعت من قلبه نهائي ودلوك هو مغصوب عالعيشه معاها ومخليها فبيته بالغصب واللي غاصبه الاملاك وخوفه علي نفسه، غير إكده كان زمانها مرميه في الشارع بفضيحه من زمان،
وجزت على سنانها وهي عتتحلف لحوريه تدوقها الويل اكتر واكتر كيف ماهي دايقاه من بُعد كرار عنها دلوك.
وغمضت عيونها وهي عتتخيله عيبص لشام دلوك بعين قويه وبدون خوف منها وعيتملى فجمالها، من بعد ماكان الأول عينه يخاف يرفعها عليها ، واتفكرت المرات اللي كانت عتعاتبه فيها زمان وتحاسبه من غيرتها عليه وكيف كان رده عليها وكتها وتقارنه برده عليها دلوك.

نفق الجحيم Where stories live. Discover now