٢٠

5.6K 296 27
                                    

رواية نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل العشرون

خلصت بسيمه الغدا وطول الوكت كانت تفكر في كلام حكيم، وسألت نفسها، ياتري ربنا صوح هيحاسب الوحده علي امتناعها عن جوزها حتي لو عتكرهه ومطايقاهش؟

ولقت روحها عتجاوب نفسها بنفسها:
اكيد صوح، ديه كلام طالع من خشم شيخ واد شيخ وحامل كتاب ربنا، واكيد لسانه مش هيطلع حاجه الا وهو متوكد منيها زين.
وقوام ركبها الهم وقلبها دقاته زادت وهي عتحاول تقنع روحها إنها لازمن تتقبل همام وتعطيه حقوقه اللي فرضها ربنا عليها حتى لو غصب عنها،
واصلا هي اللي اختارت انها تكمل معاه بإرادتها محدش غصبها، سواء عاد عشانه او عشان أبوه،أو عشان عجبها دور البطوله اللي عاشته والكل قدره وشكرها عليه، في النهايه مهما تعددت الاسباب النتيجه وحده.
همام جوزها وشايله فبطنها عيل منيه، وإن كان عالقرب اهي قربت منيه قبل سابق واتحملته عشان تحبل، يوبقي هتقدر تتحمله مره تانيه، او مرات، واهي كلها دقايق وتتقضى على اي حال، ماهي مش هتخسر دنيتها وكمان اخرتها، ومادامها اختارت التضحيه، يوبقي تضحي للاخر.

اتغدا حكيم مع همام وابوه في الاوضه، وعاود للمعمل وطول الوكت عينه تروح على بسيمه وهي رايحه وجايه لسبب في نفسه،
واطمن وهو واعيها شارده وشايله الهم، وعرف إنها عتفكر فكلامه وتقلبه فعقلها، ومتأكد مليون في الميه إن خوفها من ربها هيخليها تراجع نفسها فنفورها من همام، وهتديه حقه ابتغاء مرضاة الله، وداي حاجه تسعد حكيم قبل همام؛ لانه شايف إن بسيمه بعد اللي عملته ديه كله واللي عتعمله خساره تدخل النار على ذنب تقدر تتجنبه ومترتكبهوش.

وبعد ماطلع شالت بسيمه الوكل بالرغم من ان سعوده وروايح قاعدين وتقدر تغصبهم يشيلوا ويحطوا، بس رأفت بحالهم عشان شهورهم عاليه، وهي اللي شايله البيت زي ماهي من ساعة مجيهم مكلمتهمش علي حاجه، وهما التنين ولا وحده فيهم جابها دمها تقوم تساعدها من حالها.
اما لواحظ فاطول الوكت تبص لبسيمه وتقول لبناتها اتعلموا كيف البنته عتلبد وتعيش حتى مع العاجز وانتوا كل يوم والتاني جايينلي زمقانين.
وكأنها حاسده بسيمه على عقلها ومستكتراها على ولدها.
وبعد ماشالت بسيمه الغدا عاودت اوضتها، وقفلت بابها، واتقدمت ناحية سرير همام، ومع كل خطوه كانت تخطيها قلب همام كان يتشال ويتخبط بين ضلوعه، وحال عقله يقول يارب.. ولغاية ماوصلت قدامه وبصتله بصة شخص عازم على شي، وإهنه همام انتهى خالص.
أما بسيمه فكانت عتقرب منيه ومع كل خطوه تدوس علي كرامتها وعلى احساسها، وعلى قلبها وعلى حزنها على اختها واللي جرالها بسببه، ومحطاش قدام عيونها هدف غير رضى ربنا عليها وإجتناب الذنوب،
ولغاية ماوصلت قبال همام وهي عازمه تأدي حق ربنا، ولكنها وقفت وكل ذرة فبدنها نفرت منيه وهي واعيه الجرح اللي فرقبته،
واللي رجعها تاني لليوم اياه.. اللي عاود ابوها البيت فأخر الليل وشام على اديه غرقانه فدمها، واتراجعت لورا خطوه، وقبل ماتبعد اكتر لقت همام بسرعة البرق مسك ايدها كيف الغريق اللي مسك قشاية نجاته،
وقالها بدموع اتجمعت في عنيه قوام.. أمانه عليكي ماتبعدي، احب على يدك كملي جميلك، انى اتأسفتلك كتير وخابر ان قلبك لساه شايل، بس وحق لا اله الا الله مستعد اوطي احب على رجلك دلوك بس اشم ريحتك واضمك لقلبي.
بسيمه مردتش عليه وبصت بعيد وهمام كمل بترجي وهو عيحب علي يدها:
حلفتك بكل عزيز وغالي على قلبك ماتبعدي من بعد ماقربتي، ادي يدك اهه حبيتها وارفعيلي رجلك احبها، والله لو قادر يابسيمه كنت ركعت عند رجليكي وطلبت منك العفو والسماح،
كبيره على الراجل داي يابسيمه وواعره المذله عليه، بس اني عشان رضاكي وقربك مستعد اعمل اكتر من إكده كمان، بس تقربي مني واشم ريحتك من تاني.. طب طب اقولك، نامي جاري بس ومعاوزش منك ايوتها حاجه تانيه، دفي فرشتي بانفاسك وخلي ملامحك قريبه مني واني والله العظيم ماهمد يدي عليكي ولا هدايقك واصل.
اتنهدت بسيمه وبلعت ريقها بمراره وغمضت عيونها وهي محتاره مابيت احساسين عيطحنوا فروحها طحن، الاول احساسها بالخوف من ربنا والشفقه على همام فنفس الوكت، والتاني إحساسها بالكره والنفور، وفي الاخر حسمت امرها انها تختار نار الدنيا؛ لانها اهون بكتير من نار الاخره، وقربت من همام وابتدت من الساعادي رحلتها في الضغط علي نفسها والتحامل عليها والضغط اللي معارفاشي هتقدر تتحمله لحد ميته؟
❈-❈-❈
أما في بيت المقاول
دخل كرار من باب البيت واتلفت حواليه ولأول مره ميلقاش شوقيه فى انتظاره، فدخل وهو مستغرب، وراح عالأوضه بتاعتهم لقاها مقفوله بالقفل، رجع للحوش تاني وقعد علي الدكه وحط الكيس اللي فيده جاره وهو عيفكر ياترى راحت فين وايه اللي طلعها فمعاد رجوعه داي ممتعوداشي تعملها؟!
ورد علي نفسه بنفسه وقال اكيد راحت لبيت ابوها، هي عتروح فين غير هناك يعني؟

نفق الجحيم Where stories live. Discover now