٣٩

3.7K 216 3
                                    

نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل التاسع والثلاثون
❈-❈-❈

فضل ابو دراع قاعد في الجنينه مستنى رجوع شوقيه، وطال انتظاره، لكنها في الاخر جات بعد ساعات من الانتظار، وصلها اخوها بالطرومبيل بتاعه ونزلها هي وعيالها عالبوابه وعاود،
وبمجرد دخولها ابو دراع اتبسم وهو واعيها عتتسند عالحيطان ومقادراشي تمشى، وكمان كانت مغطيه وشها ممبيناش منيه شي.. ودخلت عالبيت طوالي ومنه على اوضتها اللي حبست حالها فيها ومنزلتش تشوف ايه اللي عيجرا تحت مع الحريم ولا تنظر عليهم في العزومه، وديه كان مخليهم كلهم مستغربين!

أما كرار فخلص إطعام المساكين واللي زادو عن الستين بمراحل، وبعد ماخلصت ليلته وارتاح من اول كفاره قرر إنه من بكره يبدأ فى الصيام، واللي من بعده هيصحح كل الاوضاع المعكوسه، وهيعوض كل السنين اللى كانت شام قدامه فيهم وهو بغبائه حارم حاله منها ومحرمها على روحه؛ بسبب شوقيه وخوفه منها، اللى ادرك دلوك إنه غير مبرر بالمره،
وإن الواحد عشان يعيش كيف ماهو عايز وبراحته وبكرامته يغور كل شي وتهون الروح كمان.

وطلع بعدها عالبندر من بره بره، وإهناك فضل يلف على بياعين الهدوم، واشترى لشام قماصين وخلجات حلوه ملونه كان يتخيلها فيهم ويبتسم وهو عيتخيل كد ايه هيكونو حلوين عليها، وبعد ماخلص شرا خد الحاجه وعاود بيها عالبيت وهو عيمني نفسه بعد شهرين و٣ ايام بالجنه ونعيمها، اللي كان محروم منها وهى بين اديه وبكفاره بسيطه كان ممكن يدخلها، لكنه كان جاهل ومعمى القلب والعين.

❈-❈-❈
اما فبيت عبد الصمد
اذن الفجر وقام عبد الصمد ودهب وكلهم لهفه وسعادة بيوم جديد جه وجايبلهم الفرح معاه فهيئة رجوع الغايب،

ولأول مره التنين ياكلوا ملوا بطنهم ويحسوا الزاد حلو، وبشاير من الفجر قايمه عالطبخ والتجهيز وعمل الدبداب، وحتي بسيمه جاتلهم بمجرد طلوع الضو هي وعيالها؛
عشان يستقبلوا اللي ياما حكتلهم عنها وحببتهم في لقاها من غير مايشوفوها ولا يعرفوها.
أما السيد فهمل البيت خالص وراح عالغيط وقعد فيه، ونبه على ولده اول ماتاجي خالته شام يقوله؛ عشان يحمل حاله ويروح لبيت ابوه يقعد فيه ويفضيلها البيت عشان يبقوا براحتهم مع بعض؛
لانها اكيد هتبيت فبيت ابوها عالاقل كام ليله، ومش هتكون حابه تشوفه قبال وشها، وإن كانت بتها عاملته بجفا فهي ممكن تعامله بغضب يوصل للعنف او الضرب، وتهز صورته قدام عياله، وبصراحه شايف إن كل الحق معاها لو عيملت إكده ومعليهاش اي لوم، حتى لو قطعت من جسمه جزايل.

اما بشاير وبسيمه فجهزوا احلا وكل والكل من بعدها غير خلجاته ولبس احلى ماعنده كنه يوم عيد،
وقاعدين كلهم في انتظار شامة القلب، وبعد ساعات من الانتظار القلوب فيها فرفطت من الشوق،
وعبد الصمد كل هبابه يطلع من الباب يبص في الشارع شمال ويمين ويتمشى كام خطوه قدام الباب ويرجع يدخل تاني، ودهب طلعت عالسطوح وفضلت ملازمه السور بتاعه وعيونها عمالين يمسحوا الطريق فكل الاتجاهات في انتظار اي بشاره،
وحتي لما عدى القطر بعدم وعي لقيت حالها عتشاورله وتقوله حبيبتك جايه.. والعيال كلهم متوزعين في شوارع البلد كلها.
وانتفضت قلوب الكل من الفرحه ورجفت رجليهم ومقدرتش تشيلهم وهما سامعين حس العيال الصغيرين عيهللوا ويقولوا خالتي جات خالتي جااات.

نفق الجحيم Where stories live. Discover now