٥١

8.8K 431 154
                                    

نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الواحد والخمسون والاخير

❈-❈-❈

خلص ابو دراع عقيقته وخد بعدها مرته وولده وعاود لبيته، وعاودت معاه ربيعه وهي مرتاحه، ولأول مره تحس بإن أمها ربنا نصفها ورجعلها حقها المسلوب،
وفضلت تتكلم مع ابو دراع كتير يومها، وفوسط الكلام حسته إنه عيمهدلها لحاجه صعبه عليها قوي، عيمهدلها لأن أمها خلاص بعدت عنها وجايز بعادها يطول، كان يقصد بالبعاد الموت وهي فهمت عليه، صحيح قلبها وجعها، لكنها قالت لروحها إن حتى لو أمها ماتت دلوك بعد ماشافت اهلها وفرحت هيكون زعلها عليها اخف، صوح وجع الفراق مش هين، بس الفراق بالموت واقع لابد منه وحاجه مابيد الانسان الاعتراض عليها، وقطب هو ديه اللي كان عيلف ويدور في الحديت عشان يفهمهولها، وهي كانت فاهماه لحالها زين، لأن عقلها برغم صغر سنها كان بالنضج الكافي اللي يخليها تفهم فلسفة الحياة والموت والفراق والقدر زين قوي.
وديه نابع من اللي عاشته وقاسته من نعومة اضافرها فبيت المقاول

❈-❈-❈
أما همام فلما سمع إن شام عفت عن السيد وسامحته قرر إنه يروح هو كمان ويطلب منها السماح ولو تطلب الامر يركع تحت رجليها ويعملها ايش مابدها أهم حاجه ترضى عنه وتسامحه.
وبالفعل خد بسيمه وراحوا واستسمح شام اللي سامحته هو كمان عشان خاطر اختها.. ولما قعدت مع امها قبلها وحكت معاها وعرفت ان بسيمه لغاية دلوك ممتقبلاش همام برغم العشره والعيال اللي مابينهم، وإن لسه عملته معاها واقفه مابينهم قررت إنها تصفى النفوس وتزيل العدواة.
فبمجرد ماطلب همام السماح لقتها فرصه وسامحته من قلبها، واختلت ببسيمه اختها وفهمتها ان خلاص السنين عتمحي كل شي، وانها هي نفسها سامحت ونسيت العمله، وإن لو كرار نفسه كان عاملها بلين كانت هتغفر وتسامح وتديه فرصه وتقبل التوبه وتقدر التكفير.
وطلبت منها بكل عزيز وغالي إنها تغير معاملتها مع همام وتديه المحبه اللي يستاهلها، وقبل منيه تحرر هواها المكتوم في قلبها وخصوصي لما بصت فعيونها وهي عتبص لهمام وشافت فيهم شي مكتوم مخفيش على شام ولقطته طوالي، فقررت إنها تشيل الحاجز اللي مابين بسيمه وبين جوزها وتخليها تعيش اللي بقالها سنين عتحارب فروحها عشان متعيشهوش.
وعشان ديه يجرا اجتمعت شام مع السيد وهمام على طبليه وحده وابوها وامها وبسيمه وبشاير وكلت معاهم عيش وملح وضحكت واتكلمت وكآن شيئ لم يكن، وديه فعلا خلى بسيمه قعدت جار همام لأول مره واتحدتت معاه قدام الكل وحتى ضحكت على كلامه مع شام والكل، وداي كانت بداية تحرر كل شي حبسته فقلبها وكانت شرارة البدايه اللي اتأخرت سنين عشان تنطلق.

ويومها رجعوا همام وبسيمه على بيتهم وفيه حاجه متغيره فيهم.. وليلتها بسيمه لاول مره تستسلم لهمام وتسلمه نفسها بكل رضى وعن طيب خاطر وتعيش معاه ليلة عمرها وتعيشه هو كمان الاحساس اللي عاش طول عمره يحلم بيه معاها..ويومها همام كان حاسس إنه اسعد راجل على وش الدنيا، وكذلك بسيمه كانت حاسه إنها اكتر نساء الارض حظاً بيه وبمحبته.. واخيراً داب التلج وظهرت مروج المحبه المتخبيه، وفاحت روايح الورد اللي اتفتح في القلوب من بعد سنين انتظار.

نفق الجحيم Where stories live. Discover now