٢٢

6.1K 372 26
                                    

رواية نفق الجحيم الفصل ٢٢

وصل عبد الصمد وبناته بلدهم ونزلهم صفوت قدام باب بيتهم وعاود هو بالطرومبيل، ودخل عبد الصمد للبيت ومعاه دهب وبشاير، أما بسيمه فتخلفت عنهم هبابه وهي واعيه صابر جاي من بعيد وأخته حنه كانت فوق سطوح بيتهم.. فبصت لحنه وبحس عالي مقصود قالتلها:

ياااحنه.. صاحبتك محملاني السلام ليكي وعتبت عليكي عشان مروحتيلهاش معانا.. بس اني قولتلها إننا إحنا اللي مقولنالكش ولو قولنا كنتي جيتي

حنه بلهفه:

شام؟ طمنيني عليها بالله عليكي يابسيمه هي عامله كيف دلوك؟

بسيمه وهي عتبص بطرف عينها لصابر اللي وقف علي مسافه قريبه منها ومتوكده إنه كله اذان صاغيه:

مليحه ياحنه.. مليحه قوي.. لو شفتي البلد اللي راحتلها ولا البيت اللي سكنت فيه.. بيت سياح نياح، ولا لو شوفتي ناس البيت وطيبة أصلهم وملاقاتهم الحلوه لينا.. وغير ديه وديه جوزها اللي طول الوكت قاعد فريحها قدامنا كلنا لا مختشى ولا مكسوف وعينه طول الوكت عتاكل فشام وكل، ويقولها كنتي وين عني إنتي.. وخصوصي إن شام إتبدل حالها بالخلجات الجداد اللي جابوهملها اهل جوزها من البندر.. داي حتي بعتتلك معاي حتتة قماشه مخططه بالمُدهب جابولها منها تنين وحلفت وقالت داي ماتفصلها وتلبسها غير حنه صاحبتي هي عتحب اللون الأوحمر..

حنه بفرحه:

صوح يابسيمه؟ والله فيها الخير شام، أمانه لما تروحولها نوبه تانيه خدوني معاكم.

بسيمه: من عيوني، وهو إحنا هنتعبوا فشيلتك على كتافنا يعني؟ اديكي شايفه الطرومبيل عياجي ياخدنا ويجيبنا من الباب للباب.. ولاد أصول مأصلين اللي ربنا عوض شام بيهم دول ياحنه والله.

حنه: ربنا يزيدها من نعيمه يارب شام طيبه وتستاهل كل خير.

بسيمه: تسلمي ياحبيبه.. قالت جملتها ودخلت البيت وهي متوكده إنها قادت النار فقلب صابر، وانه عيتحرق دلوكيت، وديه اقل واجب تعمله معاه بعد ماشافت الحرق اللي فيد أختها وشافت النار اللي هتعيش فيها باقي عمرها، وكل ديه كان ممكن ميوحصولش لو الردي صابر إتجوزها وحطلها عذر للي جرا فيها.

أما صابر فدخل البيت وبحركة قهر قلع طاقيته الصوف ورماها عالأرض، ولف في الحوش شويه قبل مايطلع على السطوح ويبص على موطرح شام الخالي، ويتخيلها وهي واقفه تشاور للقطر بفرحه، ويتمني لو يرجع بيه الزمن ويعجل بجوازه منيها ويمنع القدر.. وحتي كان هيسمحلها تشاور للقطر كيف ماتعوز وتحب، ومهيزعلش منيها ولا يعاتبها. وقعد فشباكه وفضل جمر الفراق والشوق والحسره والندم يتجمع على قلبه وروحه لما دوبهم.

أما حدا شام..

بعد ما أهلها روحوا ولقت كرار طالع من الأوضه وقعد فى الحوش جار أبوه واخواته وعيال عمه، حست إنها محتاجه تفرد جتتها هبابه، فطلعت من جار عديله وبصت عليه بصه عابره وهي ماشيه ورايحه على أوضتها ، وهو لما شافها بص بعيد عنها بقرف، بس متعرفش ليه طول ماهي ماشيه حاسه عيونه متابعاها ومتعرفش الاحساس دا جالها منين؟ بس اتأكدت من إحساسها لما لفت مره وحده تقفل الباب، وفعلا لقته باصص عليها، وبحركه مقصوده ردت الباب بسرعه وعنف كنها عتقطع على عنيه حبل شوفتها.

نفق الجحيم Where stories live. Discover now