١٨

4.1K 246 8
                                    

نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الثامن عشر

بدور شافت عزت داخل من الباب فجريت عليه تستقبله وهي مبتسمه كالعادة، وبمجرد ماوصلت حداه قالتله:
حمدالله عالسلامه ياسيد الناس، يعطيك الف عافيه يانن عيني.
عزت رد عليها وهو مكشر:
الله يعافيكي، وبعدين عتجري وتهنطلي ليه إكده مش قولتلك الف مره تمشي بالراحه عشان اللي فبطنك؟
بدور بدلع:
خايف عليا ياحبة عيني؟
عزت: له المسأله مش خوف عليكي، خايف عاللي فبطنك، حاكم انتي عامله كيف الحمار، مليهش عازه بس ممكن يشيل فوق ضهره حمولة سبايك دهب تغني بلد بحالها، وطول ماهو شايلها وماشي بيها الكل يحادي ويدادي فيه، وبس يفرغ الحموله يغور فستين داهيه تاخده ميهمش الحمير كتيره.
بدور ردت عليه بفرحه وهي حاطه يدها على بطنها:
ياحلاة كلامك ياعزت، يعني اللي فبطني ديه إنت شايفه سبايك دهب؟ كد إكده ولدك مني غالي عليك ياحبيبي!
رد عليها عزت وهو عيزيحها بالراحه ويدخل البيت:
استغفر الله العظيم منك ياشيخه، يكون الواحد ممرمط بكرامة اهلك الارض، ومسمعك شتايم توقع جبل من واعارتها، وانتي تهملي كل ديه وتمسكي فأي كلمه زينه من وسط الكلام وتهملي الباقي، وتفرحي كأن الواحد عيتغزل فيكي ويمدحك،
بس اقول ايه ماهو الاحساس نعمه وانتي ربنا حارمك من النعمه داي من زمان.
دخل وقعد عالدكه، وبدور راحت عالموطبخ تحضرله الغدا وهي مبتسمه برضوا، برغم كلام عزت الاخير، الا انها معاهده روحها متزعلش منيها ابداً، اصله راجلها وهي حداها قناعه إن الراجل مهما عيمل فمرته تتحمله، ومهما قال وشتم هو على حق!
أما عزت ففضل قاعد موطرحه، وعينه على أوضة سته عديله المقفوله، واللي ورا بابها فيه كنز مدسوس محدش عارف قيمته غيره، حوريه نزلت من الجنه بس اللي طلعت من نصيبه شيطان متوالمش معاها ولا يعرف قيمتها، جوهره مكنونه اندفنت وسط كوم احجار.
واثناء تفكيره فيها اتفتح باب الأوضه وطلت منيه ربيعه، اللي اول ماوعيت لعمها عزت ضحكت وجرت عليه، وهو شالها وعطاها الحاجات الحلوه اللي جايبهالها فجيبه زي كل يوم، وهي خدتهم وجريت بيهم على امها وهي فرحانه، لكن فرحة ربيعه ولا هزت شعره من شعر شام؛ لانها خابره زين ليه عزت عيجيب الحاجات داي لبتها، وفاهمه زين إيه اللي ورا المحَنه داي، وإنه عامل بتها سلم يطلع عليه لعقلها ويلينه ويخليها ترضى باللي هيموت ويطوله،
وميعرفش مسكين إن شام عمرها ماتبيع شرفها ولاتفرط فنفسها ولو بكنوز الدنيا. ولو ديه طبعها كان اولى بيها تلف بيه كرار وتخليه خاتم فصباعها كيف ماستها عديله عتقولها دايما، لكنها ابعد مايكون عن سكة الغوايه، وأصلاً هي كارهه لصنف الرجاله من الأساس، وعتتمنى لو الدنيا داي خلت منهم كلهم ماعدا ابوها، كان ميزانها اتعدل.

وطت شام وشالت بتها وحبتها وطلعت بيها لبره، واتلفتت شمال ويمين، واول ماوعيت ابو دراع نزلتها في الجنينه عشان تلعب وهي مطمنه عليها، وراحت هي عالموطبخ تكمل غسيل المواعين اللي بقي كله عليها لحالها،وحتي كنس البيت برضك بقي شغلانتها هي،
والحريم يادوبهم للطبيخ، وبعد مايخلصوا ويتغدوا ويغدوا عيالهم وجوازهم كل وحده تطلع على اوضتها مينزلوش غير فميعاد العشا ويهملوا البيت تحت كله على شام، وتفضل هي حبيسة الموطبخ والكوانين ودخانها، والمواعين وهبابها، اللي صبغ اديها وغير لونهم الاوبيض الحلوا، وخلاهم يشبهوا ادين الفواعليه في السواد والتشقيق، ومن بعد ماكانوا حريم البيت يتفرجوا فأديها فرجه ويحسدوها عليهم، اتساوت الايدين في الشكل والمنظر.

نفق الجحيم Where stories live. Discover now