٥٠

4.4K 223 8
                                    

نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الخمسون
❈-❈-❈

ابتدت مراسم الغسل، وفلمح البصر من غير ماربيعه تستوعب اللي حصل كان ابو دراع طالع بنعش شام حامله على كتفه، ومعاه عزت اللي ابي الا إنه يشيعها بيده لمثواها الأخير، ومعاه ممدوح اللي شال معاهم النعش، وكذلك كل رجالة البيت حملوا بأديهم شام اطهر وانضف حد دخل بيت المقاول.

أما ربيعه ففضلت قاعده عالارض وواعيه امها وهي مفارقاها ودموعها نازله من سكات من بعد ماانهارت في البدايه شويه وبعدها جسمها استكان وصوتها اختفى وقعدت موطرحها مقامتش ولا نطقت ولا اتحركلها ساكن، وكل ديه وقطب مراقبها وعارف انها سارقاها السكينه، واتمنى إنها متفوقش من توهتها غير لما يدفن شام ويعاودلها، عشان يكون ضاممها وقت ماتستوعب إن امها خلاص فارقتها وتظهر ردة فعلها اللي متوكد انها هتفوق اي ردة فعل حد فقد حبيبه، لانه خابر شام بالنسبه لربيعه ايه.

وبالفعل راح دفن شام قوام قوام هو والرجاله ورجعوا، ودخل على ربيعه وحمد ربه انه لقاها قاعده موطرحها، فقرب منها وقعد وراها علي الارض ولمها فحجره قدام كل الحريم القاعده مهمهوش اللي هيتقال، وميل عليها وهمس فودنها:
ابكي ياربيعه وصرخي وطلعي اللي جواكي، اصرخي ومتكتميش وخدي حزنك على امك وآمني انها معادش ليها وجود معاكي.
وإهنه ربيعه سمعت كلامه وكيف مايكون نبه جميع حواسها، وشهقت اول مابصت على اوضة امها الخاليه، وابتدت صرخاتها تتسابق وجسمها يرتعش واطرافها تتخشب، ولما تتفك وتقدر تتحرك تضرب فقطب وتقوله هاتلي امي من موطرح ماوديتها، رجعلي امي انت خدتها مني ليه، وكل ديه وابو دراع متحمله وساكت ومهمله تعمل فيه مابداله وتقطع فجسمه بضوافرها كيف مايكون هو الموت اللي خد امها منها، وعشان خابر إن كل ديه غصب عنها وخارج عن ارادتها سابلها نفسه خالص يمكن اللي عتعمله فيه يهديها ويبرد نارها شويه.

وعمايل ربيعه وصراخها وكلامها بكى الكل ولو الحجر ينطوق كان بكى ونهنه علي حالها، لكن ابو دراع الوحيد مابين القاعدين اللي حكم على نفسه وعلى دموعه مينزلوش، برغم إنه اكتر واحد فيهم قلبه عيتعصر علي ربيعة قلبه وفرحتها اللي اتكسرت قبل ماتكمل وفرحته هو كمان اللي انطفت.

وبعد مجاهده ومهابره ربيعه جسمها فرط من التعب وبقت نايمه كيف الشريط مقادراش تتحرك، وبرغم خوفه عليها وعلى ولده الا انه كان لازمن يطلع ويهملهم عشان يحضر الصوان والعزا ويقوم بواجب شام على اكمل وجه وكما تستحق.

وهمل ادهم فى حما ورده وربيعه هملها لا قادره تشيل ايد ولا رجل ولا تحرك ساكن، وطلع حسبة ساعه وبعدها عاود للبيت من تاني يتطمن على مرته وولده.
❈-❈-❈

اما كرار فوصل لموطرح عياله ومرته، وبس دخل عليهم الكل وشوشهم اتقلبت واكترهم شوقيه اللي فكرت انها ارتاحت منها، وعماله تفكر وتخطط لحياتها الجديده من غيره، وبس قالهم إنه جاي يرجعهم البلد هما وامهم، قامت عليه الغواير ومبقاش ملاحق علي خشومهم واللي عتقوله، وبعد الشد والسحب اتوكد إن عياله الكبار مهيرجعوش معاه، لكنه حاول معاهم اخر محاوله، بس شوقيه وولده الصغير لازمن يرجعوا ورجلهم فوق رقبتهم.
وقعد بعدها ياخد نفسه من مشوار الطريق، واثناء ماهو قاعد رن التليفون اللي في الصاله، فراح عليه ولده تميم ورد عاللي عيتصل، وبعد السلام عرف كرار إنها سته أم شوقيه، سلم عليها تمام وقال لامه ان ستها عايزاها، فقامت كلمتها، ومن وسط زعلها بجية كرار بعد كام كلمه مع امها لقت نفسها عتبص لكرار وتبتسم بتشفي، وبنبرة لؤم قالتلها:
صوح الخبر ديه يمه، يعني خلاص شام ماتت واندفنت كمان؟ الله يرحمها كانت وليه زينه، بس هي الدنيا إكده معيقعدش فيها الا الشين.
خلصت جملتها ولقت كرار هب واقف وجه عليها كيف الاعصار وخد منها السماعه وبحس عيرجف سأل ام شوقيه:
شام مين اللي ماتت وماتت ميته وكيف؟
وسكت وهو عيسمع منها انها متعرفش حاجه غير إن الجنازه طلعت وقالو مرت كرار القديمه ماتت ودفنوها، فساب من يده السماعه وراح قعد عالكرسي بهوان، وحط راسه بين أديه وهو عيتخيل إن خلاص شام راحت ومعادش ليها وجود فبيته، واتحررت اليمامه الحلوه الهاديه اللي كان عيحب يلعب بيها من قبضته، ومتعته الكبرى انتهت.

نفق الجحيم Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon