٣٦

3.8K 226 2
                                    

نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل السادس والثلاثون
❈-❈-❈

دخلت ربيعه البيت مع ابو دراع، وبمجرد دخولها حست بنفس الخنقه اللي حست بيها امبارح! وكل ملامح وشها اتبدلت للخوف وهي عتفتكر الكابوس بتاع امبارح وحست كأنه حقيقه،
وابو دراع لما لقاها وقفت واتسمرت موطرحها بصلها بإستغراب، ولما لمس خوفها قالها بنبره مُطَمئنه:
مالك ياربيعه خايفه ليه؟ هي امك مش فهمتك على كل سي يابنيتي ورستك عالفوله؟ يوبقي ليه خوفك ديه؟!

ردت عليه ربيعه بتوهه وشرود:
هاه.. ايوه امي فهمتنى، بس اني مخايفاشي من إكده.
- امال خايفه من ايه طيب؟
= مخايفاشي اني بس حاسه اني مخنوقه وحاجه طابقه على نفسي.
اتبسم ابو دراع بعد مااتفهم خوفها، وافتكر انها خايفه من حياتها الجديده والخطوه الكبيره على سنها اللي خطتها، فقرب عليها وبحنان قالها:

معلهش تلاقيكي بس عشان تعبانه وجعانه، وكمان الفستان ديه تلاقيه كاتم علي انفاسك، خشي غيريه وتعالي نتعشوا، هكون حميت الوكل اني ومستنيكي، خدي راحتك، ولو خجلانه و عايزه تاكلي لحالك فاوضتك اني هحطلك عشاكى على صينيه وهخبط عليكي افتحي خديه وسدي بابك عليكي تاني واتعشي ونامي.

ردت ربيعه بنفي وقالتله:
له يابوي اني معاوزاشي اكل لحالي ولا عايزه اكل من اصله ولا جعانه، اني عايزه انام وبس.
وفعلا خلصت كلامها ورفعت فستانها ودخلت الاوضه وقفلت على روحها الباب وغيرت واترمت على السرير بتعب، وغمضت عيونها كيف ماتكون ليها ايام منامتش، ومجرد ماراحت في النوم اتعاد من تاني نفس الحلم بنفس الترتيب بنفس الاحداث، ولغاية مااتفتح باب الاوضه عليها ودخل منيه الكائن المخيف وصرخت بعلوا حسها، وفضلت تصرخ وتصرخ، لكن النوبادي محدش سمعها،

حتي ابو دراع اللي كانت حاسه انه بره الاوضه صاحي وسامعه خطاوي رجليه مسمعش حسها العالي ولا صراخها واستنجادها بيه.
وكتير حاولت تتحرك او تقوم من على السرير وتجري، لكنها مقدرتش، وكانت حاسه ان جسمها متربط، وتقيل، وقلبها مع كل خطوه يخطيها المخلوق ديه ناحيتها ويقرب عليها يرجف رجف، ولغاية مابقى واقف فوق دماغها وباصص لوشها، وبصت جوا عيونه.. وإهنه إنتهت ربيعه خالص، وبعد صرخه قويه طلعت منها وهو عيميل عليها ويفتح خشمه وتظهر انيابه الطويله، غمضت عيونها مغمى عليها، مفاقتش غير وهى حاسه بقطرات ميه عتنزل على وشها وريحة حضن امها شام في مناخيرها وحاسه بدفوها وضمتها،

وفعلا فتحت لقت روحها فحضن امها وأبو دراع واقف جارها وفيده قلة الميه وهو اللي عيرش الميه على وشها وهو وشام منتهيين من الخوف عليها.

اتعدلت ربيعه واتلفتت حواليها بخوف وحذر، ولما ملقتش حاجه اتنهدت بوجع وغمضت عنيها، ورجعت لحضن امها تاني وهي عتسأل بتعب:
هو ايه اللي حوصول يمه وجيتي إهنه ميته و كيف؟
رد عليها ابو دراع اللي حط القله ع الارض بعنف:
اللي حوصول انك نشفتي دمي ياربيعه وخليتى روحي راحت مني واني سامعك عتصرخي بعزم مافيكي ومن بعدها حسك سكت وانادم عليكي واخبط واكسر في الباب واقولك مالك ايه جرالك ردي علي، وانتي ولا انتي إهنه، واخر مازهقت قمت كاسر الباب وداخل ولقيتك مغميه ورايحه من الدنيا و شاحبه كيف الاموات وانفاسك عاليه كانك عتصارعى وحوش، حاولت افوقك لحالي مقدرتش ولا عرفت، فجريت على امك جبتها وجيت واديلنا ساعه فيكي نصحوا ونفوقوا ولا انتي إهنه! وفين وفين لما فوقتي.

نفق الجحيم Where stories live. Discover now