٢٩

3.5K 215 7
                                    

نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل التاسع والعشرون
❈-❈-❈

عدت أيام وأيام الحزن كان مخيم فيهم على شام وربيعه، والتنين حاسين بغربه وسط البيت اللي ليهم فيه سنين عايشين والمفروض مولفين عليه، لكن اتضحلهم إن الوطن والبيت مش الارض والحيطان، له ديه طلع قلب كبير يحبك ويساعك بكل مافيك.. هو ديه الوطن الحقيقي، وبموت عديله ضاع الوطن واتهد البيت واتشردت سكانه.

ورجعت شام لخدمة البيت والشقا من تاني، مع انها مرجعتش كيف لاول واتغيرت فيها حاجه تانيه جنب قلبها اللي اتكسر ونفسها اللي عافت الدنيا.. ضعف نظرها خالص من كتر البكا اللي بكته على عديله، لدرجة إنها توبقي شايفه الحاجه وفلحظه عيونها يغبشوا والرؤيه توبقى ضبابيه وتفضل تفتح وتغمض فيهم مده علي مايرجعوا تاني يشوفوا زين، وديه سببلها مشكله وخصوصي لو عتعمل حاجه تحتاج تركيز وملاحظه طول الوكت ومينفعش اللي عيعملها يغفل عنها واصل.

وديه لاحظته ربيعه على امها، وفوراً راحت لأبو دراع تترجاه يخلى ابوها كرار يوافق يودى امها لحكيم في المركز تكشف على عنيها اللي هيضيعوا منها وتفقد نظرها وساعتها هتترمى رمية الكلاب.

ووعدها ابو دراع إنه هيكلم كرار بس يعاود ويخليه يوديها للحكيم.. وقال لربيعه انه لو وافق هو اللي هيودي شام بنفسه،
وياخدها هي كمان معاهم؛ عشان يوريها الدنيا بره البيت ديه عتكون عامله كيف..وربيعه اول ماسمعت إكده حست قلبها طاح عالارض من الفرحه، وفضلت تتنطط قدام ابو دراع وتضحك بدون وعي خلته ضحك على ضحكها وفرحتها، ودار وشه بعيد بخجل وهملها تتنطط براحتها،
وبعدها شام راحت على البيت جري؛ عشان تبشر امها بالخبر اللي متأكده إنه هيخلى امها تطير من الفرحه اكتر منها.. وهو إنهم اخيراً هيطلعوا بره السجن ديه وينولوا الحريه.. حتى لو كانت حريه مؤقته وليوم واحد.. لكنها هتزيح عن قلوبهم سجن عمر بحاله.
وبالفعل ربيعه بلغت امها، وشام قعدت على حيلها وهي مش مصدقه اللي عتسمعه من بتها، وفضلت تتخيل في شكل الشوارع والبلاد والبندر والسوق بتاعه اللي مشافتهوش من اكتر من ١٥ سنه، وتسأل حالها ياهل ترى كل شي قاعد كيف ماشافته أول مره ولا اتغير؟
وهمست لروحها إن كل حاجه اكيد هتكون اتغيرت.. بس اللي واثقه انه متغيرش هو ابو قلب حديد، اللي أول ماهتطلع هتجرى عليه وتترمى جوا قلبه وتقوله كد ايه وحشها واشتاقت لشوفته، وإنها كانت تسمع حسه كل يوم وعارفه إنه عينادم عليها ويسأل، وطول الوكت يقولها انه فاكرها منسيهاش، بعكس ابو قلب من لحم ودم اللي مافكر حتي يسأل عليها ويعرف اخبارها ويطمن على احوالها، وتلاقيه عايش حياته ومتنعم بمباهجها ولا كأنهم فيوم من ليام كانوا متواعدين عالجواز ولا قلوبهم نبضت لبعض بالمحبه.
❈-❈-❈

أما ممدوح فكان قاعد على الشط عند المعديه بتاعة البلد، وسرحان وعمال يرمى زلط صغير فى الميه، واتوقف فجاة لما سمع حس منتصر واد عمه سلام عيقوله:
ايه الهم اللي شايله ديه كله ارحم نفسك الهم هيموتك، وكل ديه عشان ربيعه المفعوصه داي..فين قوة الرجال ياواد عمي.
رد عليه ممدوح وهو عيتنهد بوجع:
العشق معيخليش في الرجال قوة يامنتصر، إنت بس لو عايز تهد راجل وتذله وتوجعه حط فطريقه وحده وخليه يعشقها، وكتها مهيوبقاش منيه ولا من قوته شي.
سمعه منتصر وسكت مردش عليه، لكنه صدق كل حرف عيقوله، عشان ممدوح عمره ماكان ضعيف ولا قليل حيله غير قدام ربيعه وعند امر يخصها،
وطول عمره عيراقبه لما يكون عيتطلعلها وعيشوفه واحد تاني خالص غير ممدوح اللي يعرفه!
فلعن العشق واللي عيعشقوه، وحلف بحياته عمره ماهيحب ولا هيخلي قلبه يدق لمره مهما حوصول، وهيفضل محتفظ بقوته ورجولته وكرامته اللي من وجهة نظره عيروحوا مع الحب، وميعرفش إنه وقت الحب عيعمى البصر والعقل، ويغيب الفهم والادراك، والقلب هو اللي عيكون ربان السفينه ويحركها حسب رياح الشوق واللهفه ماتوديه.

نفق الجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن