الفصل الخامس

311 30 32
                                    

الفصل الخامس

اول ما دخلت وبصت للدكتور اللي قاعد خلف مكتبه، ولابس نظارته الطبيه بيقرأ في اسم المريضة، ورفع عينه وكانت الصدمه لجمته ومقدرش ينطق بحرف، الصدمه لجمته ومكنش مصدق عينه اللي ياما حلم بنظرة واحده منها تروي عطش وحرمان سنين كتير، حالتها كانت متقلش عنه، بل بتزيد اضعاف؛النهارده بس حست ان ربنا استجاب لدعاءها وشافت حبيب عمرها قاعد قدامها.. مهما تحكي وتوصف احساس السعادة... والفرح.... وحالة الطبول اللي قلبها بيرقص مش هتقدر... دموعها النهارده مش دموع وجع وألم.... لا دموع ليها طعم ثاني... وتأثير تاني اول مره تحسه من سنين... حاولت تنطق مقدرش، صوتها خانها، رجليها اتسمرت في الأرض مش قادره تحركهم، حاول ياسر يفوقها من حالتها وقال لما الدكتور شاورلهم بالجلوس: يالا ياماما اقعدي استرحي.

اخيرًا عرفت تتحرك وقعدت وعيونها منزلتش من عليه.

اول ما عينه جت عليها، الصدمه احتلت تقسيمات وجهه، كان سليم نفسه يقول كلام كتير، لكن مقدرش ينطق بوابل كلماته، لما سمع من ياسر كلمه ماما، كلمة واحده هدت كل اللي حلم بيه سنين، وسأل نفسه معقول تكون اتجوزت طارق وكمان خلفت منه..؟!
معقول قدرت تتخطاه للدرجة دي..؟!
بص على اديها عشان يلمح الدبله اللي طوقها في صوباعه في يوم ما اعترف بحبه، لكنه معرفش يلمحها بسبب الخاتم الكبير، انشغل في التقارير والاشعات اللي قدمها ياسر اول ما قعد، بص فيهم وحاول انه يمارس عمله بمهنيه بعيد عن المشاعر، واول ما شغل جهاز الأشعه يشوفها بص ليها بنظره لوم كبيره وقال بحده: ازاي تسكتي على وجع رجلك عشان توصل لبداية لمرحلة الرابعه بالشكل ده؟
ليه ملحقتهاش من اول ما حسيتي بوجع يامدام شادية؟

عينيها ردت بكلام كتير، لكن ولا حرف وصله، كلمة مدام لما قالها؛ كأنه طعنها بسكينه تلمه في قلبها، ازاي يتخيل للحظة واحده ان راجل غيره يسكن قلبها، ويمتلك جسمها، بس للأسف هو مش عارف حاجة، لاحظ ياسر سكتها رد عليه بحكم انه متابع معاها: والله يادكتور امي بتتحمل على نفسها جدا، ومش بتحب تشتكي، ولما الألم زاد عليها اشتكت وعرفتني، وبسرعة روحت بيها لدكتور شاكر، اللي رشح حالتها لحضرتك، وفي دكاترة كتير قالوا لازم تغير مفصل، بس ماما رفضت جدا الفكره.

حدث سليم نفسه وقال لسه طبعك متغيرش ياحبيبتي، بتيجي على نفسك عشان غيرك.

اتنحنح واتكلم وهو بيكتب روشتة العلاج بلهجة حاسمه: اولا مفيش داعي دلوقتي للعمليه، احنا هنجرب العلاج الأول، وبإذن الله يجيب نتيجة، لكن لو الحاله فضلت زي ما هي هنضطر اللجوء للجراحة.
قاطعة ياسر باندفاع: لا هنتلزم المرة دي وانا بنفسي اللي هديها العلاج واطمن انها خدته.

هز راسه وقدم له روشتة العلاج وقاله: احنا طبعا عارفين ان علاج العظام علاجة طويل المدى، زي ما استهنى بالوجع ووصلناه للمرحلة دي؛ فأكيد فترة علاجة هتكون طويلة، ده مبدئيا، فياريت متزهقش وتقول انا مش بتحسن. ده رقم واحد، رقم اثنين هناخد من الفوار ده لمده ٣شهور، هنكرره، وبعدين نوقف شهر، ثم نكرره ٣ شهور مره تانيه.
ياسر بستفسار قال: والفوار ده فايدته في اية يادكتور، اعتقد ان ماما اخدت منه فعلا، بس مستمرتش عليه.
سليم بتوضيح اكتر: وده سبب انها متحسنتش، الفوار ده بيحتوي على ماده چيلاتينه، بتعوض الركبه عن الماده اللي فقدتها، وبتمنع احتكاك العضمتين ببعض، اللي كل ما بتتحرك بيحصل الألم، بما ان مفيش الماده دي اللي بتطريه، وده علاج مسكن للمفاصل، كمان باسط للعضلات.
سأل ياسر: كده خلاص يادكتور ولا في تعليمات تانية؟

العسقلة الماكرة Where stories live. Discover now