الفصل الرابع عشر

288 26 25
                                    

الفصل الرابع عشر

واول ما خرج؛ اتنهدت مرزوقة وقالت في نفسها اخيرا، ودخلت لشادية اللي لما شافتها سألتها: معقول مروحتيش؟! انا افتكرت مشيني مع ياسر؟
تعبتي نفسك برضو وهتباتي معايا؟

مرزوقة وهي قاعده مربعه رجليها قدامها قالت بفضولها المميزه بيه: مش هسيبك انسي، انا قاعده هنا على قلبك، لزقة بغره، بس اية كمية الحب اللي هتولع في المستشفى دي، كل ده كنتوا بتعملوا ايه؟ هاه بتعملوا يا اشقية انتوا، قولي قولي انا برضو ستر وغطا عليكي؟!
شادية وهي رافعه حاجبها بتعجب من كمية فضولها اللي كل يوم بيزيد وقالت: يخربيت ام فضولك ياشيخة، انتي مش هتبطلي ابدا الفضول ده؟
مرزوقة بفخر رفعت اعلى كتفها وقالت : مستحيل طبعا، ده جزء مني، يالا بقى احكيلي بحب اسمع حكياتك معاه اوي، بتخليني اعيش حالة الحب اللي عمري ما جربتها غير في روايات الافلام وبس، قولي ياشوشو بقى.

قالت اخر جمله وارتسم على ملامحها الحزن ، معرفتش تداريها ولا تهرب منها، يمكن لانها فعلا مجربتهوش قبل كده؟ وقلبها لحد دلوقتي بكر عمره ما لمس معنى الحب ودقاته وعذاب لياليه.
ضحكت شادية على كلمتها، وحاله الحب اللي عيشاها خلتها تغفل عن ملامح الحزن اللي في صوتها، وترجمتها بس انه فضول قاتل منها، لان محدش مهما يكون قريب منك يشعر ويحس باللي جواك الا اللي عاش الوجع نفسه.
وبدأت تحكي ليها اد اية سليم متمسك بيها وبيحبها، وهيفضل معاها لحد ما ربنا يجمعهم مع بعض.

مرزوقة اتحولت ملامح وشها لغيظ من ياسر وقالت: ربنا يكون في عونه بصراحة، انا اللي يطولني على رقبة ابن اخوكي ده  اخنقه بايدي، بس لو تزعلي مني انا لو مكانك اخد قراري واتجوز سليم ويخبط ياسر دماغه في انشف حيطه، هو مش مكفيه كل اللي عملتيه عشانه، حرام يحرمك من السعادة اللي فاتحه اديها ليكوا، بجد حرام عليه.
شادية بتوضيح وبتلتمس له العذر: غصب عنه يا مرزوقة، ياسر اتربى وحيد، ملهوش لا اخ ولا اخت، حتى اصحاب معندوش صديق بجد اللي حواليه اصحاب شغل، بزنس مش اكتر، انا كل محور حياته، صاحبته، امه واخته، وكل حاجة، شغله بعد ما يخلصه لازم اقراه واراجعه معاه تفصيله تفصيله، ونتناقش فيه لحد ما نرضى عن العمل، مكنتش ليه بس الام، كنت وما زالت كل حاجه حتى مديرة اعماله اللي بتدير كل شئونه، صعب جدا يتخلى عن كل ده في يوم وليلة يا مرزوقة، بل مستحيل.

مرزوقة بعدم استيعاب ومش قادره تتخيل ان لسه في حد لحد دلوقتي بيربي بالطريقة دي فقالت بتعجب: مش معقول يا شوشو ربتيه انك تكوني كل ده في حياته، ليه مخلتهوش يستقل بحياته ويخرج من تحت عبايتك ووصايتك؟
شادية بندم وحزن: كنت فاكره اني لما اعمل كده هعوضه عن اخويا ومراته اللي ماتوا واتحرم منهم، كان نفسي اشوفة سعيد مش ناقصة اي حاجة، كنت بعمل كده بكل الحب اللي جوايا، كان هو بيعوضني عن حرماني من سليم ولو شوية، عشت معاه الامومة اللي اتحرمت منها، وبقى هو كل دنيتي زي ما انا كل عالمه.

العسقلة الماكرة Where stories live. Discover now