الفصل الخامس والعشرون

293 24 44
                                    

الفصل الخامس والعشرون

اتصدمت شروق من رد فعل خالتها، وبصت لعماد في ذهول، اللي ملقتش رد منه، وبصت لأمها عشان تنجدها، لكن اللي حصل خلاها فاقت على كابوس لما لقت عماد وطى وعدى من تحت رجل امه ودخل الشقة وقالها وهو بيمد ايده ليها: يالا ادخلي يا شروقي.
برقت بعدم تصديق و اتسمرت رجليها في الأرض ورفضت بشده وقالت: مش داخله يا عماد غير لما امك تنزل رجليها وادخل زي الناس ما بتدخل اي شقة.
رد بغضب وصوت مرتفع: إيه امك دي احترمي نفسك، اسمها خالتي.

صاحت شروق بادلته نفس الحده وقالت: انت سبت المشكلة ومسكت في امك وخالتي، بدل ما تقولها عيب يا ماما تعملي كده بتغلطني.

انهار كانت ساكته ومستمره في نفس وضعها ومصممه على تنفيذه مهما حصل، وقفت والدة شروق فضلت ساكتة ومش قادرة تغلط أختها الكبيرة على تصرفها، وكل اللي قدرت تعمله قربت من بنتها وطبطبت على كتفها وقالت بترجي: يا بنتي الله يهديكي، اغذي الشيطان واسمعي كلام جوزك، وعدي الليلة دي على خير .
بصتلها شروق بصدمة اكبر من صدمتها للموقف اللي اتحطت فيه، شعور الخذلان صعب جدا، خصوصًا لما يكون من اقرب الناس؛ الأم اللي مفروض تقف قدام اي حد يدوس على خاطر بنتها، وتاكله بضوافرها، هو حصل ايه في الدنيا ؟ دي القطة بتخاف على عيالها اكتر منها، ولا من الزوج اللي هو السند والأمان واقف وموافق امه في تصرفها، نظرات التحدي والجبروت في عيون خالتها اول مره تلمحها، عمرها ما كانت بتتصرف معاها بالشكل ده قبل كده، ليه اتغيرت فجأة وقلبت لدور الحما الشديدة اللي بتشوفها في افلام ابيض واسود، فضلت تفكر هتتصرف ازاي؟ هل هتقبل تصرفها ده، وتكون طول عمرها خاضعه ذليلة ليها، ولا هتصمد وتغير الدفه لصالحها، اخدت نفس عميق وقربت من خالتها وقررت تعمل اللي جه في راسها مهما تكون النتايج، ولازم تعرف الكل انها مش هتسمح لحد يدوس على كرامتها مهما يكن مين.
ابتسمت انهار وكانت فاكره انها هتعدي من تحت رجليها، لكن شروق فاجأتها ونزلت رجليها كانت هتقع لولا ايد عماد مسكتها، ودخلت رافعه راسها بكل كبرياء من غير ما تعلق بحرف، وسابتهم في صدمتهم وراحت اوضة نومها تجمع افكارها وهتعمل ايه في حياتها الجديدة اللي كانت فكراها هتكون وردية، لكن مع كل آسف شكلها هتشوف المرار.
في خارج وقفت انهار مش قادره تصدق تصرف شروق، وكانت هتدخل تتشاجر معاها لولا اختها سعاد حاولت تهديها وقالتلها: خلاص يا انهار استهدي بالله وتعالي نروح خلي ام الليلة دي تعدي بقى، متفرجيش الناس علينا.
ازاحت انهار ايديها بغضب، وشوحت تشاور على مكان شروق وقالت: كنتي قولتي الكلام ده لبنتك وتعقليها يا سعاد، وتفهميها ان رضا حماتها من رضا امها، وتوعيها تعدي من تحت رجلي مش تزقها، ده معناه كبير اوي اوي عندي.
سعاد بترجي والدموع في عينها ردت: معلش يا اختي امسحيها فيا انا، عيلة وغلطت، ويالا نروح عشان نسبهم لوحدهم دول عرسان برضو.

ضحكت انهار بسخرية، وقعدت على الكنبه وربعت رجليها وقالت: عرسان ههههه اه وماله، عايزة تمشي انتي روحي يا روحي، انا مش هسيب بيتي واروح في اي حته، انا قاعده هنا في بيتي.
هنا اتكلم عماد وقال بضيق: هو إيه ده بقى ان شاء الله، انتي غيرتي كلامك ليه يا ماما؟ مش كنا متفقين انك هتقضي اسبوع عند خالتي؟!
ردت امه وقالت بعند: كنا متفقين، وغيرت كلامي، حاسبني بقى، انا حره في بيتي.
عماد اتخنق من طريقة كلام امه، فك ربطة الكرافرته وقعد جنبها وقال: طب عشان خاطر ابنك عدي الليلة يا انهار، ده انا ما صدقت، حرام عليكي يا أمي تبوظي فرح ابنك.
انهار بعند اكبر وقلب جامد ردت: لو فضلت للصبح تترجى فيا مش هتحرك من شقتي، خليك قاعد قصادي كده زي قرد قطع، عشان تبقى تعرف ان الله حق بنت سعاد.

بصت سعاد لعماد بقلة حيلة، لانها عارفة طبع اختها كويس؛ لما تقول حاجة مستحيل ترجع فيها ابدا، وهمست في ودن عماد وقالت: ادخل طيب خاطر مراتك، وربنا يعينك عليهم.

العسقلة الماكرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن