الفصل الثالث والاربعون

325 24 42
                                    

الفصل الثالث والاربعون
(القبل الاخير)

جريت جهاد بعد ما عاتبت ياسر بدموع عينيها، واختفت بعيد وسافرت لوحدها، استغرب جدا من رد فعلها، وفكر هتكون راحت فين؟
وليه بصتله بالشكل ده؟
قام من مكانه ودور عليها ملقهاش، واستغرب تصرفها جدا.
فضل يفكر كتير استاذن من مجدي، واخد عربيته وساق راح للمستشفى وطول الطريق بيحاول يتصل بيها يطمن عليها فونها كان مفقول.
ضرب دركسيون العربيه بغيظ على سوء تصرفها وغباءها.
فضل عقله وقلبه في حرب مع بعضهم، عقله اللي رافض يسامح او يغفر، ويصدر اشارات ضوئية حمرا ويفكره انها خانت ثقته وفقد معاها الأمان... بينما قلبه ودقاته بتلعب على اوتار محبتها ونظراتها ليه، ومحاولاتها الكتير انها ترجعه، فكره برسايلها اللي بعتتها له وكلها محبه وشوق وحب.. فكره بكل اللحظات الحلوه بينهم.. واخر موقف ولسه صوتها بيرن في ودنه لما قالتله هتقدر تشوفني في حضن واحد غيرك، ويبوسني؟ خرجت من صدره آآآه وجع، وندم ان لسانه اتعقد ومقدرش في اللحظة دي يضمها لحضنه بكل قوة الشوق الساكنه جواه، ويقولها حضنك ده ملك لحضني مستحيل حد يقرب من بوابته غيري.. بس للأسف ضيع اخر فرصة ممكن تجمعهم تاني مع بعض.
وقف عربيته وغمض عيونه وقلبه ردد كل حرف كتبته وبعتته له..

ارجعني إلى جنتگ مرة ثانية...
فقد طال تشتتي وحالة تخبطي وهزياني، وأنا بعيد عنگ ..!!
حاولت ان أقوى بدونگ واحيا بمفردي؛ لكني فشلت.. !!
صمدت لعلي اتحمل نيران توهج بعادگ؛ لكني رفعت رايتي، وأعلنت استسلامي إليگ.. !!
فـ هل تقبلني حبيبي مرة أخرى، ام ستتخلى عني وترفضني، وتغلق باب جنتگ في وجهي؟!
إذا فعلت ذلگ؛ فـ لن اغضب منگ، ولا اثور عليگ، فـ أنت محق، ولا الوم عليگ، فـ أنا حواء التي خرجت بأرادتها، وتركت الجنة في سبيل وهم كاذب، والآن هي عائدة منكسره، تطلب السماح والغفران من حبيب عانى ظلمها من قبل ...!!
بكيت كثيرا من أجلي، وأنا الآن انهمر امطارًا من عيوني تملئ بحور احزاني ..!!
القرار في يدگ حبيبي وأنا سأظل على حافة انتظارگ مهما كان قرارگ، يا القرب او البعد ؟!

فتح عيناه ليهرب من الصوت والضجيج الداخلي، لكن قلبه هاجمه بشده برساله تانية، واتبع معاه مقوله "اطرق على الحديد وهو ساخن"...

سؤلت كيف حالگ في بعاده؛ أجبت والعبرات تنحدر من مقلتي سيولا هاتفه بين شهقاتي؛ كيف تسألوني وروحي عني غائبة؟
منذ رحيله، وفارقت البسمه ثغري، وارسمت بدلا منه العبوس على وجهي..
فـ أصبحت جسد بلا روح..
أصبحت اغفو طوال ليلي آمله أني آراه يناديني في احلامي، وأحيا معه لحظات مسروقة من زمني، هاربه من واقع أليم هو ليس ساكن فيه بجانبي..
هل يعقل ان تسألون المتوفي عن حاله؟ فإذا أجاب ستنالون مني ردًا على سؤالكم..
أنا الجسد الميت.. أنا القلب المجروح.. بل أنا المعذبه لروحي الغائبه..
فمتى ستعود روحي؟ ويحن قدري بعودة توأم روحي..؟

العسقلة الماكرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن