الفصل الثالث والثلاثون

279 23 54
                                    

الفصل الثالث والثلاثون

وأنتهى اخيرا اليوم بكل احداثة الصعبه على الجميع، ونور الشمس اعلن ضياءه، لكن مع الاشراقة دي كان هناك مفاجأة غير متوقعه قلبت كل الموازين وساءت الاحوال سوء وصعدت الامور بين ياسر ومرزوقة؛ اول ما صحيت من النوم شادية ومسكت تليفونها عشان تتصل بياسر، اتفاجئت بالدنيا مقلوبه في السوشال ميديا... مفيش غير خبر واحد متصدر كل الصفحات والجروبات بتتنقله بسرعة غريبه، لدرجة انه اصبح تريند، ومعمول هاشتاج" #العسقلة_الماكرة التي خدعت الكاتب الكبير ياسر يسري الكردي ومثلت عليه حتى تفوز بأداء الدور في فيلمه الجديد"
"نجاح الوجه الجديد، جهاد لطفي في خديعه الكاتب ياسر يسري لتحقيق حلم طفولتها في التمثيل"
"هل هتستمر العسقلة الماكرة في خطف الانظار لها بعد خداعها للكاتب المبدع ياسر يسري"

وغيره وغيره من الاخبار والمنشتات اللي انتشرت بسرعه الصاروخ، اول ما خلصت قراية، قامت مفروعة وقالت وهي بتلبس هدومها بصوت عالي: يادي المصيبه اللي لا كانت على البال يا ربي، احنا ناقصين فضايح، ياعيني عليك يابني.

قام سليم من منومه مخضوص  بيسألها: في ايه يا شادية على الصبح، الناس بتصبح وتقول يا صباح الخير، مش يا صباح المصايب والندب ده؟
شادية وهي بتلبس الشوز قالت بزعل: كارثة ياسليم.. فضيحة بتهد كل اللي ياسر بناه طول عمره.
سليم بقلة صبر قالها: ما تخلصي حصل ايه تاني؟
شادية بعدم صبر: مش وقته، افتح الاخبار وانت تعرف، انا هروح اطمن على ابني، واكون معاه لما يعرف.
سليم بتسائل: طب هتعملي إيه مع جهاد؟
شادية ضرب كفها على جبهتها عشان افتكرت انها عندها، وقفت وقالت: هروح اشوفها صحيت ولا لسه.

اتحركت عندها، واول جهاد ما شافتها قالت شادية بعتاب: شوفتي نتيجة عدم سمعك للكلام وصلنا لحد فين؟ هديتي حلم حياتك في لحظة ليه ؟
رفعت جهاد عيونها الحمرا، ثم نزلتهم من الخجل منها والندم، ومقدرتش تتكلم، لكن شادية المره دي مقدرتش تسكت، وقالت بضيق: عمري ما كنت اتخيل انك بالغباء ده، بدل ما كنتي تصاريحه بينك وبينه وتتأسفي على كدبك؛ تفضحي نفسك وتحطيه في الموقف ده، انتي مش متخيله حالته ازاي، وقلبه مجروح منك اد إيه ؟
ياما قولتلك زعله وحش ومش بيسامح في الكدب، ده حتى انا اخدني بسببك في الرجلين وزعلان مني، شوفي بقى موقفه وتوقعي منه كل شيء .
هنا انهارت تاني جهاد وقامت من على السرير وهي بتبكي بحرقة: مقدرتش اتمالك نفسي لما استفزتني شيراز واقللت مني، انا بشر واتنازلت كتير، ارجوكي متتخليش عني يا شادية، انا دلوقتي مليش حد غيرك، خليني اقابله واشرحله موقفي.
شادية باعتراض ورفض شديد: مستحيل هيرضى ابدا انه يشوفك، خصوصا لما يشوف اللي اتنشر، سبيه الفتره دي يداوي جرحه منك، يمكن يقدر يسامح.
جهاد مسكت اديها وبتتوسل ليها: طب حتى اتصل بيه؟
شادية بحزن: ياجهاد افهمي، ياسر كان هيطلب ايديك امبارح للجواز، وقالي ابلغك انك موتي بالنسبه ليه، سيبه ياخد وقته.
جهاد حست بالفعل ان روحها انسحبت منها في اللحظة اللي عرفت فيها انها انتهت عنده وادفنت، دعت على شيراز من جوه قلبها انها تشرب من نفس الكاس اللي شرباه دلوقتي، وتدوق الحسرة والندم، لانها كانت السبب في تسرعها، ونسيت في ثانيه انها هي اللي مذنبه من البداية، والكدبه الصغيرة اتحولت لاكاذيب كتير، سابتها شادية عشان تمشي، نادت عليها جهاد وطلبت منها تجيب كل حاجاتها هناك، شاورت ليها بالموافقه وراحت تشوف ابنها.
دخلت واول ما فتحت الباب، بصت عليه ملقتهوش موجود، سألت هنية عرفت انه لسه في اوضته، طلعت وخبطت ودخلت، لاقيته فاتح هو كمان الفون وبيقلب فيه، علامات الذهول والصدمه مرسومه على وشه مفيش اي رد فعل غير السكوت، كأن كل الكلام اللي مكتوب ده مش هو المقصود، قعدت شادية جنبه وهزته وقالت: ياسر فوق يا قلبي، اتكلم.. اصرخ.. طلع بركان غضبك، بس متسكتش بالشكل ده؟ حرام عليك انا مش حمل يحصلك حاجة يا بني.

العسقلة الماكرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن