الفصل الخامس والثلاثون

292 26 40
                                    

الفصل الخامس والثلاثون

عماد بسعادة: يعني خلاص هنتمم جوازنا؟

شروق باعتراض قالت: طبعا لأ.
عماد بصدمه قال: لأ ازاي تقولي كده؟
شروق بتوضيح قالت: يا عماد افهمني بس، انا اقصد اننا مش هتمم جوازنا ونرجع لبعض غير في شقتنا، مش هنغلط نفس الغلط تاني.

جت انهار ومامتها يشاركوهم في الكلام ورد عماد بحزن: بس شقتنا لسه بدري عليها ما تخلص.
شروق بتصميم: ده طلبي يا عماد ومش هتنازل عنه، مش هنبدأ حياتنا غير في شقتنا، ومش هنقعد لا عند امي ولا عند خالتو، هبدأ المرة دي صح ومش هنستعجل، مش هنكرر الغلط تاني يا عماد، القرار قرارك والكورة في ملعبك.
عماد بصلها بقلة حيلة واتنهد وقال: اللي تشوفيه يا شروق، وربنا يصبرني على بعدك، المهم دلوقتي اردك لعصمتي تاني، انا مقدرتش اطلقك رسمي، ننزل عند مأذون ويقولنا نعمل إيه ؟

اطلقت انهار زغروطة من قلبها، وبعدها حضنتهم وباركت رجوعهم من تاني، بصلها عماد وشكرها انها ردت روحه من تاني.
وبعد التهاني والمباركات، قالت شروق بتحذير له: هنبدأ على نور ياعماد، دي هتكون اخر فرصة لينا، اوعى تخذلني مره تانية، واياك ترجع للطريق اللي استسلمت ليه ورميت نفسك جواه، ساعتها هتكون النهاية بجد ياعماد.
عماد بصدق قال: عمري ما هيضيعها تاني يا شروق، همسك بايدي وسناني في اخر فرصة جمعتنا سوا، والطريق ده كان ضعف مني رجلي انغرزت فيه  وبدال ما الجأ لربنا استسلمت لطريق الشيطان، انا هفضل طول عمري استغفر ربنا واطلب منه العفو واشكره انه رجعك ليا من تاني.
شروق بسعادة: الحمدلله ان الازمه عدت، اتعذبنا اه، بس يمكن ربنا عمل كده عشان نبدأ حياتنا صح وعلى نور.
كانت انهار السعادة اللي ملت قلبها لجمت لسانها انه يتكلم، بس الفرحه كانت باينه و واضحه على وشها، قعدت شروق وامها شوية وبعدين نزل عماد يوصلهم، وقبل ما تروح بيتها عدى على مأذون يستفسر منه، 
وقاله أنه أجمع أهل العلم على أن غير المدخول بها تَبِين بطلقة واحدة ولا يستحق مطلقها رجعتها؛ وذلك لأن الرجعة لا تكون إلا في العدة ولا عدة قبل الدخول لقول الله تعالى في سورة الأحزاب: "يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها"
وتم زواجهم من جديد، خرجوا والفرحة بتتراقص جوه قلب عماد وشروق، واتغير لون الدنيا واتحولت للابيض بعد ما كان سودا في عيونه، وصلها وطلع معاها وقعدوا سوا يتذكروا اصعب ايام مرت عليهم، عشان لما يقفلوا الصفحه دي ويبدأوا حياتهم تكون الصفحه بيضا من غير اي نقط سودا تعكر صفو حبهم.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *

بعد ما قفل معاها، قعد مسك الكارت تاني يقرأه كأنه بيشوف حروفه لأول مرة، ودخل في حرب طويلة بين عقله وقلبه.

اتصلت شادية بجهاد واول ما ردت عليها قالتلها بغضب: انتي مش هتبطلي غباء واستعجال ابدا.
مرزوقة بعدم فهم ردت: في إيه يا شوشو، عملت ايه؟
شادية بضيق: عملك اسود يا شيخه، انتي مش بتنفذي كلامي ليه؟ مش قولتلك ابعتي الورد ومتبينيش اي حاجة خالص عنك، وهنخليه يفضل يحتار مين اللي بيبعت الورد، انتي ولا حد معجب؟ ويفضل محتار كده كام يوم، وبعدين نبين انك اللي بتبعتي، ليه بقى حضرتك كشفتي كل حاجة من اول بوكيه؟ ليه دايما بتستعجلي وبتنطي الخطوات ومعندكيش صبر انك تطلعي خطوه خطوه السلم؟ اهو موصيني ابلغلك تبطلي تبعتي ورد، وتبطلي اي محاوله معاه.

العسقلة الماكرة Where stories live. Discover now